اياد شربجي
دخلت مقهى الروضة. كان يجلس على طاولته المعهودة يقرأ الصحف. كنت أعرفه من خلال اعماله واسمه الكبير كمخرج، لكن لم أكن قد التقيته من قبل، فهو قلما كان يحضر المناسبات العامة ويرتاد الأماكن المعروفة للعاملين في الوسط الاعلامي والفني.
cheap jerseys for sale
customized baseball jerseys
custom basketball jerseys
custom soccer jerseys
custom football jerseys
baseball jerseys custom
custom nfl jersey
custom jersey maker hockey
custom team jerseys
nfl custom jersey
custom basketball jersey
Custom Football Jerseys
custom hoodies near me
customize jersey baseball
custom jerseys
custom baseball jersey
nba jersey sale
basketball jerseys
nfl custom jersey
custom jerseys baseball
custom football jersey
custom jerseys basketball
customized basketball
custom football jerseys
custom hockey jerseys
custom nba jerseys
custom baseball jerseys
custom team jerseys basketball
custom design jerseys
customized baseball jerseys
custom baseball jerseys
best custom nfl jerseys
personalized jerseys
custom team jerseys baseball
custom bowling jerseys
soccer jerseys custom
custom nba jerseys
nbashop
soccer jerseys
jerseys for sale
custom jerseys football
وقعت عيني في عينه وكان يجب أن أمرّ بجواره في طريقي إلى الطاولة حيث أواعد أحد الأصدقاء. فكرت للحظة هل أسلم عليه؟، فقد كان يشاع عنه في الوسط أنه جدي وقاسي ومتكبر وما بيضحك للمي السخنة، وخشيت أن أبادره التحية فيخزيني ولا يرد، وهو شعور مؤلم ولئيم كنت جربته مع غيره من الفنانين.
لكنه كان ينظر إلي، ولم يكن ممكناً أن أهرب من الموقف، فقلت له: مرحبا استاذ حاتم ومضيت، وإذ به يقول: اياد ماهيك؟
وقفت والتفتّ ونظرت إليه، سألته طبيعي أنا أعرفك لكن كيف عرفتني؟، فابتسم ودعاني للجلوس ثم أخرج من بين الجرائد أحد أعداد مجلة شبابلك وقال: هلأ كنت عم اقرأ زاويتك، شبابلك هي المجلة السورية الوحيدة اللي بشتريها.
بدأت صداقتنا حينها، وتعرفت على شخص في قمة الاخلاق والتواضع على عكس ما كان يشاع. مثقف حقيقي وعميق، وليس مجرد مدعي وفارغ ككثير من الفنانين الذين عرفتهم.
توالت الايام، واتصلت به ذات مرة اسأله إن كان ممكنا أن أجري معه حواراً للمجلة، وكان معروفاً عن حاتم أنه مقلّ في ظهوره الاعلامي، فوافق بدون مقدمات أو متطلبات، وفي مثل هذه اللقاءات كنا نرتب للموضوع ليكون احترافيا، ويراعي بريستيج وقيمة المجلة من وجهة، ونرجسية الفنانين المعتادة من جهة اخرى، وذلك من حيث الموعد وطبيعة المكان الذي سنلتقي به والمصورين..إلخ.. لكن حاتم قال لي من فورها، إنت وين هلأ؟ أجبته أنني في مكتب المجلة. فقال أنا هلأ فاضي اذا بدك، وبكرة مسافر على الامارات ورح طول، اعطيني العنوان، واعطيته العنوان واذا بي أجده يطرق باب المكتب بعدها بقليل، وأجريت معه واحداً من أهم الحوارات الصحفية التي أجريها مع الفنانين، كلام عميق ومهم مع انسان حقيقي وصادق.
في شباط 2011 اتصلت به ادعوه لمظاهرة أمام السفارة الليبية، فجاء برفقة زوجته الانسانة الرائعة ايضاً الكاتبة دلع الرحبي، وحملوا الشموع وغنينا معاً النشيد السوري، كانت الثورة السورية على شفير الانفجار وقتها.
قامت الثورة، وبدأت المظاهرات، وكنت أحرص على دعوة بعض المشاهير لفعاليات الثورة لنواجه رواية النظام بأن من يخرج في المظاهرات طائفيون وجهلة وعاطلون عن العمل وغرباء.
اتصلت بحاتم أدعوه لإحدى المظاهرات، لكنه لم يكن متحمساً هذه المرة، ودعاني إلى منزله في مشروع دمر، ذهبت إليه، كان ودوداً كالعادة، لكنه كان محبطاً على عكس ما توقعت.
سألته ما القصة، كنت أتوقع منك أن تكون بقمة سعادتك وأنت ترى المظاهرات، ولطالما تحدثنا عن الامر؟. فقال: تتذكر شو عملوا وقت المظاهرة قدام السفارة الليبية؟
قلت له: بتذكر، لاحقونا وضربو البعض. فرد: اياد ما حيخلوها تكمل، هاد النظام وحش وما بيقدر يعيش بدون دم، أنا بعرفهن من جوة، يستحيل يسمح بالتغيير.
في ذلك الوقت كان حاتم يتعرض لضغوط كبيرة ليظهر على الاعلام السوري ويشتم الثورة، فظننت أن موقفه ناجم عن هذه الضغوط.، لكنني كنت متحمساً جداً حينها وواثق من انتصار الثورة، فقلت له: مو عكيفو يقبل وما يقبل، الثورة حتدعسو بطريقها، فرد: ارتباطات النظام السوري مو متل غيرو بالمنطقة، ولا أحد سيساعد على اسقاطه، وفعلا هذا ما حصل بعد ذلك.
لاحقاً خرجت أنا من سورية، وتنقّل حاتم بين مصر ودبي إلى تقطعت به السبل، فهاجر إلى كندا لأجل ضمان مستقبل أولاده في مكان آمن، وكان في قمة الاحباط أنه اضطر ليهاجر إلى مكان بعيد عن روحه وأحلامه .
خلال العامين الماضيين تواصلت هاتفياً بشكل متقطع معه في كندا، وعقدت العزم أن أسافر إليه لألتقيه مع بعض أصدقاء الثورة الذين تجمعوا هناك مثل يارا صبري وماهر صليبي ومحمد سيجري، لكن ظروف الاغلاق بسبب الكورونا حالت دون ذلك.
اليوم يأتي هذا الخبر ليصعقني ويجعلني أشعر بالألم والندم لأنني لم أفعل كل جهدي لألتقي هذا الانسان الجميل قبل ان يغادر إلى غير رجعة.
… وداعاً أبو عمرو، منذ سنوات لم أبك كما بكيتك اليوم، وعزاؤنا الكبير لأولادك، وللرقيقة دلع التي فقدت أمها قبل أيام فقط، وهاهي اليوم تفقد شريتها..