صرح مصدرا موثوقا لمراسل سوري بأن عملية اغتيال عمر علوش، المعروف تحببا ب’وزير خارجية’ قسد، قد يكون أمر بها من جبال قنديل، معقل ال ب ك ك.
و قال المصدر المقرب من عمر علوش بأن أي عملية تحقيق جدية يجب أن تأخذ هذا الاحتمال، بالتوازي مع نظرية عملا أمنيا تركيا أو داعشيا.
و يبدو أن عمر علوش، مهندس العلاقات بين قسد و النظام و التحالف و القيادي المحبوب من العرب و الأكراد على السواء، كان بجعبته خبرا صاعقا بإمكانه زعزعة الوضع على الساحة الكردية و سحب البساط من تحت رجلي إلب ك ك في قنديل.
و في التفاصيل أن التحالف قد طلبت اجتماعا مصغرا سريا، حوالي 20 شباط، حضره عدد من قيادات قسد من بينهم عمر علوش.
هناك استهل الأمريكيون الحديث عن العلاقات الممتازة بين الطرفين و استعراض سريع للأحداث، وصولا إلى عملية عفرين و العلاقات مع تركيا, صارح الأمريكيون قيادات قسد قائلين إن تركيا دولة مهمة في حلف الناتو و انها حليف قديم للولايات المتحدة مهما ساءت العلاقة بينهما. و المتغيرات على الساحة، من انهزام داعش إلى انهزام الثورة السورية، تفرض على البلدين محاولة و ترميم العلاقات. و طمأن الأميركيون قيادات قسد بأن ذلك لا يعني تخليها عنهم، و إنما التفكير بإجراء تغييرات جذرية لضمان الدعم المتواصل لهم. و قد أسر المغدور علوش للمصدر بأهم هذه ‘التغييرات’ :
اولا: ضرورة تغيير كل قيادات الصف الأول و الصف الثاني المرتبطة مباشرة بالب ك ك. الولايات المتحدة لن تستطيع بعد الآن التغطية على علاقة قسد بتنظيم و أشخاص مدرجين على لواءح الإرهاب الدولية.
ثانيا: عدم رفع أعلام الب ك ك وانزال صور أوجلان من الدوائر الإدارية و الخدماتية و التخلي عن نظام الرئاسات المشتركة و الانتخابات. و بالأخص إلغاء المرحلة الثالثة من الانتخابات كلياً (كان قد تم تأجيلها سابقاً خفية من دون إعطاء أسباب أو الإعلان عن التأجيل). و أشار الأميركيون هنا إلى التنبه إلى ما حصل بعد استفتاء كردستان، رغم نصائح الولايات المتحدة للبرازاني بعدم المضي فيه قدماً.
-ثالثاً: فكرة الاستقلال عن الدولة المركزية غير واردة و يجب عدم التطرق إليها من الآن و صاعدا في إعلام قسد الرسمي. تدريجياً، سيتم سحب اسم
فدرالية شمال سوريا من التداول بينما يتم تسويق فكرة التصالح مع النظام السوري على أن يكون نظام الحكم لامركزيا-إدارياً. و سيتم العمل بهذه النقطة حال انهزام المحور الإيراني في المنطقة الشرقية و إبعاده عن الحدود الدولية (قبل نهاية العام الحالي).
-رابعاً: التفكير جدياً بإنشاء جسم سياسي جديد بعيد عن أفكار أوجلان. يجب على هذا الجسم أن يكون قابلاً لاستقطاب الجميع و بالتالي قادراً على طرح مرشحين أقوياء للانتخابات النيابية مستقبلا، او حتى طرح مرشحاً شعبياً متوافق عليه من جميع الأطياف لمنافسة الأسد في انتخابات 2021.
و يتابع المصدر ليقول بأن الأمريكيين اقترحوا على الوفد دراسة هذه النقاط و العودة في وقت يحدد لاحقا لمناقشة النقاط العالقة و التعديلات و الضمانات المقترحة.
و يقول المصدر أن السيد علوش كان لديه بعد التحفظات على الاقتراحات، خاصة أبعاد قيادات الصف الأول و الثاني من العمل العلني. و لكنه كان رجلا سياسياً محنكا، فهو رأى تغير الرياح الأميركية باتجاه تركيا بعد السكوت المدوي عن عفرين. و تأكد من هذا الشيء بعد الاجتماع خصوصاً أنه جاء على عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة. و بصفته البراغماتية، كان السيد علوش مائلا إلى قبول الاقتراحات الأمريكية مع بعض التعديلات. إذ بعض الشيء أفضل من لا شيء على الإطلاق.
والسؤال هنا: أليس من المنطقي التحقيق بدور للب ك ك في عملية اغتيال عمر علوش؟ أليس هو وزير خارجية قسد و المهندس للعلاقات مع النظام؟ الن يخسر الب ك ك الكثير من السلطة و الملايين من دولارات النفط أن استطاع علوش إقناع الجميع بوجوب الموافقة على العرض الأميركي؟
المصدر مراسل سوري