أنْ تؤمِن.. أنْ تعمل

محمد المطرود

يُقدَّر في أحايين كثيرة لمشاريعَ صغيرة أن تبدو كبيرةً ومهمةً ومنافسةً، وفي نفس الوقت وعلى الضفةِ المقابلة تأتي مشاريع موهمة تعطي انطباعاً أولياً بعلو كعبِ أهميتها لكنها في المضمَر هي عكس ذلك ولاتعدو من كونها مضللة لمجموع من المجاميع إما لمصلحة يتقاسمها الطرفان: صاحب المشروع وكادرهُ وكذلكَ متلقو المشروع/ الموهومون، ولماذا_ سؤال مشروع_ هم موهومون إذا كانَ العمل واضحاً بضبابيته وخلبيتهِ؟، سيكونُ الجواب: الوهم أحيانا يلتبسُ على المرء ويتشاكل مع الحلم، فيكونُ الموهوم هنا يقعُ فريسةَ الكذبة مرتين: مرة لتصديقِ ما لايُصدّق ومرةً لتسويق الوهم في نفسه على أنّه حلم، ولايخفىَ على أحد ماتشيعهُ الأحلام من طمأنينة، يمكن وسمها بالأملِ، إذ سنعرفُ أننا بوصفنا أناساً مبتلين بالفواجع والحروب والكوراث أقرب إلى ترقبِ النهايات، نهايات الأشياء غير الحميدة التي تذهب بالأحلام والأهل وأشياء أخرى، غير أنَّ قوة خيّرة تنشأ في المقابل، تتعامل معنا ونتعامل معها في ظرف أشبه بالمستحيل، لكنه يقولُ بإمكانية الحياة والانتصار للذات وللقضايا الكبرى لما تمثلهُ للمجموع وأيضاً الهوامش بما تمثله للفرد لعلاقتها الحميمة معه، هنا يصبحُ الألم كما لو أنكَ تأتي بالعطر وترشه في مكان موبوء برائحة كريهةٍ، فيسودُ، وينتصر على الكريه في المسألة، ولعلَّ إشاعة الطمأنينةِ هذه، تصنعُ برنامجاً وافراً لصنعِ اليوم وغداً، أظنُه_ وبعض الظنِّ إثمٌ_ أنَّه الأمل. الله ما أجملَ الأملَ، الأمل الفردي الذي يعني في أحد أشكاله خلاصاً وبهجة ولو لوقت سنحسبه قليلاً لكنه سرعان ماسينسحب علىَ كلِّ أيامنا، فيما لو أخذنا به وآمنا بهِ وأعطيناه من وقتنا بما يستحقه ويليق به أكثر مما نعطي تلك الرائحة الكريهةِ والتي قد تنبعث منا في ردةِ فعل على أمر جلل أو تافه ما، أو قد تنبعث من محيطٍ يرىَ فيكَ عدواً وقد لاتكونُ عدوه، غير أنَّ( الروحَ) العَدوة المسكون بها أحدهم، مثلها مثل النار لابدَّ من هشيمٍ يسندُ ثيمتها المؤسَّسةِ علىَ الالتهامِ والغدر بأقرَبِ المقربين، ويمكنُ تشبيهها هنا بالعقرب( العمياء) تلدغُ أيَّ جسمٍ تصادفهُ وإنْ كانَ ابنها البيولوجي!.

في العودة إلى العنوان” أن تؤمنَ.. أن تعمل” وبمقابلةِ أصحاب المشاريع المضللةِ بأصحابِ الحسِّ والتنبهِ لآلامِ الآخرين، أمكنني القولَ أنْ الإمكانياتِ الممنوحة للمضللة هي الأكبر، يقابلها إمكانيات شحيحة للمستندة لآلام مجموع من البشر يخذلهم أبناء جلدتهم قبلَ أن يخذلهمُ الغريب، لكننا ونحنُ نقرأُ السلمَ إلى المرتفع من الأسفل إلى الأعلى، سنرىَ الخطوةَ الواثقة وهو ما أسميه الإيمان في خطوات” شباب بوست” هذه الموقع الذي سينحاز للجزيرة السورية وللسوريين، في الوقت الذي صارت فيه المنطقةُ ابناً تختلف نساءٌ كثيراتٌ على أمومتهِ، ولكلٍّ منهنَّ حجتها، على أنَّ تلك الحجج لاترتقي لأن يتمزقَّ الابن لتذهب كلَّ قطعة منه إلى امرأة تظنها أمهُ، هذا الوليدُ الكبير جميلٌ بكليته، انظروا إلى جسدهِ، إلى طولهِ الفارع، إلى لون عينيه، إلى طريقته في الحياةِ، واشبعوا من الهواء الذي يبثه في الرئات والماء الذي يحيي فيهِ فسائل الوردِ والحنطة.

أنْ تؤمنَ هو أن تنطلق من ذاتِك، وهو كلام أوجهه لي على كسلٍ يتملكني أحياناً، حدث أنْ قلت للقائمين على الموقع وهم أصدقاء/ أصدقاء: أنني جندي!. وكأنني لم أعِ ماذا تعني كلمة” جندي” من جد وسهرٍ ومثابرةٍ على أمن حدودٍ وأرواح، وهنا أقول أيضاً أن تؤمنَ يعني أن تكونَ( معَ)، مُتخيّلاً أنكَ العامل الوحيد وأنكَ أنتَ لاغيركَ من يترتّب عليه الجهد، وربّما لاضير لو استحضرتُ بيت طرفه بن العبد” إذا القومُ قالوا مَن فَتًى؟ خِلتُ أنّني/ عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ”.

مبروكٌ( شباب بوست)، مبروكٌ لكم ولي، وتذكّروا: أنَّ عصفوراً، استلقىَ على ظهرهِ ومدَّ رجليه الرفيعتين نحو السماء، وحين سُؤل: لماذا؟، أجابَ أريدُ أنْ أمنعَ انطباقَ السماء على الأرض، أعتقد أننا قادرون

عن Avatar

انظر ايضا

يستطيع الان متابعي شباب بوست قراءة المقالات والاخبار بسرعة فائقة

يستطيع الان متابعي شباب بوست تصفح جميع الاخبار ة المقالات و الفيديوهات التي تنشرها شباب …

اترك تعليقاً