حول أثر السياسات الكردية على الأكراد في سورية !

الأحزاب الكردية في سورية، سواءً تلك المتمثلة بالميليشيات المسلحة على الأرض (جماعة العمال الكردستاني) أو تلك التي انضوت تحت مظلة المعارضة السورية (جماعات البرزاني). للأسف ساهمت بشكل رئيسي خلال سنوات الثورة بتشويه صورة الأكراد جميعهم، والإساءة لهم في الوسط الشعبي (العام) السوري عبر ما يلي:

1- خطابها القومي المتعصب المبالغ بالمظلومية، وأتهام السوريين ( الآخرين) بأنهم سبب تلك المظلوميات، التي بعضها صحيح والكثير منها غير صحيح.
2- مشاريعها القومية المتعجلة والمتسرعة المُعلنة في سورية، وخرائطها القومية التي بدأ الترويج لها ورسم خطوطها بخلفيات (عاطفية نظرية) وليس بناء على شيء قابل للتحقيق والمعقول ويستند لظروف مقبولة على الأرض.
3- تجييشها القومي والعنصري ضدّ السوريين وتصوير العرب السوريين المتواجدين ضمن نطاق خرائطهم القومية ( العاطفية) بأنهم عبارة عن مستوطنيين يحتلون وطنهم القومي كردستان.
4- المزايدات القومية للأفراد والأحزاب والجماعات الكردية التي كانت تتخذ شكلاً يتمثل بالتهجم على العرب تارة والاتراك تارة والإيرانيين تارة دون الفصل بين الشعوب والأنظمة.
5- ممارسات القوات الكردية التي تعاملت مع واقع سيطرتها على الأرض على أنه هو نهاية المطاف، تعزز ذلك بالعلاقات التي نشأت مع بعض الدول ( إيران، روسيا، أمريكا) فتوهمت هذه القوات بأنها باتت حليفاً استراتيجياً ولاعباً دولياً وأنها باتت بمثابة دولة لا ينقصها إلا رسم الحدود والإعلان.
6- تعامل قوات الأمر الواقع مع السوريين من ابناء المحافظات الأخرى كغرباء في أرضهم، يحتاجون لكفيل ولتصريح دخول، واستغلوا معاناتهم وآهاتهم ثم ابتزوهم على مدى السنوات الفائتة اثناء نزوحهم الذين ساهموا بشكل اساسي فيه.
7- تهور الأحزاب الكردية السورية، التي قامت بماراثون بين مجموعة العمال الكردستاني ومجموعة المجلس الوطني الكردي ، كل منهما حاول سلق وعرض دستور خاص باقليم “كردستان سورية” الذي تخيلوه، ولم يأخذوا ابداً بعين الاعتبار بأن هذه المناطق التي رسموا حدودها هي ذات أغلبية مطلقة عربية بالنهاية وان ما يبيعونه عبر هذه الدساتير هو وهم لا أكثر.
8- ارتكاب المجازر بحق العرب بشكل فظيع ، والتي لا تزال صورة دمائهم راسخة في عقول المجتمع حتى في عقول من يظهر اليوم انه مع الادارة المعلنة من قبل العمال الكردستاني تحت سلطة السلاح، فضلاً عن التهجير للقرى العربية سواء في سورية على ايدي قوات العمال الكردستاني، او في سهل نينوى ومناطق شمال العراق على ايدي البيشمركة التي تضم جزء من قوات كردية سورية تتبع للمجلس الوطني الكردي.

النتائج
كل هذا للأسف خلق نتيجة واحدة لدى الشريحة الأكبر من ( عموم الشعب السوري)، وهي أنّ من فعل هذا بهم هم [الأكراد] دون الاكتراث بالاحزاب والقوى والميليشيات ومسمياتها، فما شاهدوه على الاعلام هي اصوات كردية خارج الاحزاب تؤيد خطاب الاحزاب، ولم يسمعوا او يشاهدوا أحزاب كردية أو أصوات كردية مؤثرة لمستقلين تتبرأ من الجرائم التي تم ارتكابها بحق العرب، ولا من قيام القوات الكردية باحتلال المزيد من الاراضي السورية في الجزيرة والرقة ودير الزور وحلب وريفها. بل على العكس كثير من الأصوات الكردية حتى المختلفة مع البكك كانت تبرر باللاوعي هذه الممارسات ، في حين أنها كانت لا تنتفض شرفاً إلا عندما تكون جرائم البكك بحق الأكراد بناء على خلافات حزبية بينية.
الأكراد من خلال ناشطيهم ومثقفيهم وإعلامييهم قصروا كثيراً كثيراً بحق عموم الأكراد، ساهموا مثلهم مثل الأحزاب الكردية بتقديم خطابات قومية، وجعلوهم يعيشوا آمال وأحلام بعيدة عن الواقع، وساهموا بشكل مباشر في تشويه صورتهم عبر تبني مواقف صامتة ومخزية في كثير من الأحيان، على جرائم البكك بحق العرب. ولسان حالهم كان يقول ( نار البكك ولا جنة السوريين “العرب”).

النخب السورية عموماً، ممن انتقدوا خطاب وممارسات الأحزاب الكردية في سورية، كانوا دائماً يضعون فروقات وتمييز بين الأحزاب الكردية وبين عموم الأكراد، كنت أجد أني ملزماً بفضح تزييف الحقائق وخطاب الأحزاب الكردية ومشاريعها كابن هذه المنطقة المستهدفة، لكني ملتزم بالنظر لعموم الاكراد العاديين (كأهل) حتى لو اخترقتهم الاحزاب الكردية وتأثروا بخطابها.
هذا الخطاب أكيد لا يتناسب مع الصورة التي انطبعت بذهن عموم السوريين خاصة من ابناء المحافظات الاخرى، وذلك بسبب ممارسات الاحزاب الكردية خلال السنوات الماضية كما قلنا ، فالصورة النمطية للأسف عن الأكراد باتت عند الكثيرين بأنهم ( كلهم) مجرمون وقتلة وانفصاليون ويدعمون عمليات القتل بحقهم وحلفاء للنظام ويتعاملون مع اسرائيل، تعززها مئات الصفحات التي تم تأسيسها وجيش الكتروني كردي مهمته شتم العرب وسبهم ووصفهم باقذع الصفات. وفي أوربا كانت الشريحة الأكبر صادمة بالنسبة للسوريين، فالانطباع المسجل عن اكراد سورية في اوربا عموماً بأنهم يحملون كل بذور الكراهية بشكل معلن ضد العرب …الخ.

إلى العربي السوري أقول:
أعلموا بأن الأحزاب الكردية لعبت لعبتها، ورأيي بأن السوري وخاصة العربي هو الماعون الأكبر، الماعون الذي احتضن عبر مئات وآلاف السنين كل الأجناس والأديان وكان سبباً في توفير المناخ الآمن لهم ، لا يمكن اليوم ان يتقوقع على نفسه، ويصبح أقليّة ويتحدث بمنطق الأقليات.
التصدي لأي مشروع انفصالي في سورية، تحت اي شعار او راية ، صفراء كانت ام سوداء ام حمراء ، يكون عبر مسألتين:
1- تنظيم الصفوف واستعادة وحدة الصف الداخلي، والأخذ باسباب القوة ، والضرب بيد من حديد على أيادي كل العصابات الاجنبية وأصحاب المشاريع.
2- إرساء خطاب عام يدعوا للتسامح مع عموم الشعب بمختلف فئاته.

أخيراً:
عندما تعلن عن خطاب متزن ومتسامح في وقت ضعفك، سيقرأه الآخر خاصة إذا كان متعصباً بأنه ( هزيمة وخوف وجبن وتملق ومسح جوخ)، وهذا ما لم نرتضي لأنفسنا ممارسته اتجاه الأحزاب والقوى الكردية التي استقوت بالنظام والروس تارة وبالأمريكان تارة أخرى للسيطرة على الأرض.
لكن عندما تطرح خطاب متزن جامع في وقت ضعف وهزيمة الآخر، فستصل رسالتك بشكل صحيح، ورسالتنا هي لعموم الاكراد، حتى لاولئك الذين يحملون طموحات قومية، فمن حق اي انسان ان يطمح ويعتز بقوميته ويحاول الحفاظ على هويته وتمايزه.
أما الأحزاب الكردية، فستسقط لأنها تقليدية واساءت للأكراد بسياساتها التي اعتمدت على المزايدات القومية، وليس على مصلحة الاكراد وحقوقهم ضمن علاقة تفاعلية ايجابية مع محيطهم الوطني.
مهند الكاطع 25 يناير 2018

عن همام العلي

انظر ايضا

من كان يستميت لفتح مدارس خاصة به اصبح اليوم يغلق مدارس غيره

الاحتقان مستمر و انباء عن اجراءات تصعيدية من الطرفين غدا

250 Rules For A Relationship To Reside By In Any Stage Of Love

But that’s not the case; they only argue more successfully. As apsychologistandsexologist, we’ve spent a …

20 Most Stunning Asian Ladies Pictures In The World 2024

Besides the contrivance—what are the percentages that the Asian girl is once once more a …

Bridesagency Com: Mail Order Brides, Worldwide Brides, Russian Brides

Just like every modern particular person, a Ukrainian woman appreciates her time, especially if she …