الديلي بيست: (نصف داعش يعمل مع النظام).. هذا هو دور بشار الأسد في صناعة (داعش)

صدور أول حكم قضائي في أمريكا ضد بشار الأسد بتهمة مساعدة تنظيم القاعدة

ريان ماورو- كلاريون بروجت-ترجمة إبراهيم قعدوني- السوري الجديد

حكم قاض في محكمة أمريكية محلية بمسؤولية النظام السوري – وتحديداً رأس النظام بشار الأسد – عن مقتل ثلاثة أمريكيين على يد تنظيم القاعدة وذلك بسبب الدعم الكبير الذي يقدمه النظام لفرع الجماعة الإرهابية في العراق.

وبالإضافة إلى هؤلاء الأمريكيين الثلاثة، لقي عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين والعراقيين وغيرهم مصرعهم أو أصيبوا جرّاء رعاية الأسد للقاعدة والجهاديين الآخرين.

وقد رُفِعت الدعوى من قبل عائلات لورانس مايكل فولي، وهو دبلوماسي أمريكي في الأردن اغتالته القاعدة في عام 2002؛ والرقيب الأول كيث ماثيو موبين، الذي قُتل في العراق عام 2004 والمجنّد كريستيان مينشاشا، الذي قُتل في العراق أيضاَ سنة 2006.

ثمّة أدلّة قوية تشيرُ إلى مسؤولية النظام السوري ورئيسه الأسد عن وفاة فولي بشكل خاص. كان فولي قد اغتيل على أيدي إرهابيي القاعدة الذين يعملون تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. إذ كان الزرقاوي قد التقى بالجناة في ملاذه الآمن في سوريا وذلك لتخطيط الهجوم وتزويدهم بالأسلحة والمال.

وبعد مقتل فولي في الأردن، فرّ أحد الجناة إلى سوريا وقد طالب الأردن بتسليمه، إلاَّ أنَّ الأسد رفض الامتثال لذلك الطلب وأبلغ العالم بأن الإرهابي قد أودع السجن. ثمّ اكتشفت صحيفة عربية أنه لم يكن في السجن على الإطلاق، بل كان يدير معسكراً لتنظيم القاعدة في سوريا.

وكما يوضح قرار الحكم، فإن دعم نظام الأسد كان حاسماً في تطوير تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي. إذ أنَّ “الأفراد المرتبطين بالنظام السوري قاموا بأدوار مباشرة في توفير الموارد للتنظيم الإرهابي للزرقاوي، بل وحتى المساعدة في إنشائه” (أشدد على ذلك).

وقد أجاز النظام هذه المساعدة على أعلى مستوياته بما في ذلك الأسد. لقد أسس فرع تنظيم القاعدة بزعامة الزرقاوي “شبكة إمداد تشغيلية ولوجستية” في سوريا، حيث ساعد نظام الأسد في تمويل وحشد ونقل المجندين الجهاديين من تنظيم القاعدة. كما سمح بفتح معسكرات تدريب على الأراضي السورية.

وكان الزرقاوي وكبار مسؤولي تنظيمه يعملون داخل سوريا في حالةٍ من “الإفلات الواضح من العقاب”. وكان كبار المسؤولين في النظام “على علاقات مباشرة” بالقاعدة. على سبيل المثال، بدأ الشخص الذي عيّنه الأسد قائداً للجناح السوري لحزب البعث على الفور بإرسال الأموال والانتحاريين إلى الزرقاوي. كذلك فعل خليفته في المنصب الحزبي الشيء نفسه.

لم يشعر الأسد حتى بحاجته لفِعل الكثير لإخفاء دعم نظامه للقاعدة وقتل الأميركيين. بل إنّه افتتح مكتباً أمام السفارة الأميركية في دمشق لتسجيل الإرهابيين وحجزهم مقاعد في حافلات إلى بغداد “للجهاد ضد الأمريكيين”. كما سهّل حرس الحدود السوريين عبورهم بجوازات سفرهم المختومة بعبارات مثل “التطوع للجهاد” أو “الانضمام إلى المتطوعين العرب”.

ويقول شهود عيان إنّه “بدون سوريا، لم يكن الطريق ليُفتَح أمام المقاتلين الأجانب المتدرّبين وشبكات التمويل المتطوّرة التي وضِعت في خدمة عمليات إرهابية في العراق والأردن”.

مقاتلون جهاديون في سوريا. (رويترز)

وكانت وزارة الخارجية الأمريكيّة قد صنَّفَت سوريا كدولة راعية للإرهاب منذ عام 1979. وكذلك في تقريرها الأخير عن الجهات الراعية للإرهاب الذي نُشِرَ عام 2015، حيث تؤكد وزارة الخارجية:

“على مدى العقد الماضي، لعبت الحكومة السورية دوراً هاماً في نموّ الشبكات الإرهابية في سوريا من خلال موقف نظام الأسد المتساهل من تنظيم القاعدة وغيرها من خلال جهودها لتيسير أعمال الجماعات الإرهابية الأجنبية خلال فترة النزاع في العراق. لقد عملت سوريا لسنوات كمركز للمقاتلين الإرهابيين الأجانب؛ وإنَّ وعي الحكومة السورية وتشجيعها لسنوات طويلة من عبور المتطرفين العنيفين عبر سوريا للدخول إلى العراق، لغرض مكافحة قوات التحالف، موثَّق جيداً”.

تشكِّل “سجلات سنجار” أحد المؤشرات على مدى المسؤولية التي تقع على عاتق الأسد وذلك من خلال مخزون من الوثائق الإرهابية التي استولت عليها القوات الأمريكية في أكتوبر 2007. اكتشفت الولايات المتحدة أنَّ الإرهابيين الإسلاميين في العراق كانوا أكثر اعتماداً على الأسد مما كانوا يعتقدون سابقاً.

وقد عبر حوالي 90٪ من الجهاديين الأجانب الذين وصلوا إلى العراق بين عامي 2006 و 2007 من الحدود السورية. وكان هؤلاء الجهاديون مسؤولين عن 90 ٪ من التفجيرات الانتحارية.

واستعرضت القضية فقط العلاقة بين نظام الأسد والقاعدة في العراق منذ عام 2002 إلى عام 2006، وهي الفترة التي لقي فيها الأمريكيون الثلاثة مصرعهم. ومما لا شكّ فيه أن تلك العلاقة استمرت بعد ذلك. إذ أنَّ الاختلافات الأيديولوجية، والإدانات أثناء الأخذ والرد، وحتى الصدامات لم تقطع العلاقة.

على سبيل المثال، في عام 2008، فرضت وزارة الخزانة الأميريكية عقوبات على محطة تلفزيون مناهضة للولايات المتحدة مقرّها سوريا، وأشارت الوزارة إلى أنَّ المحطة كانت “تنتقد تنظيم القاعدة في العراق علناً” إلاَّ أنها كانت تعمل سراً مع الجماعة. كذلك فقد استخدم الأسد فروع تنظيم للقاعدة لترويع لبنان.

في عام 2009، واجهت الحكومة العراقية الأسد في مسألة دعمه للقاعدة والإرهابيين الآخرين الذين يدمّرون العراق. وكان التدخل على قدرٍ من لضخامة لدرجة أنَّ الحكومة العراقية بدأت في الكشف العلني عن الأدلة التي في حوزتها، بما في ذلك اعترافات الإرهابيين، وذلك لإظهار مدى تورط الأسد بعمق في دعم الإرهابيين. واتّهم العراقيون الأسد إبإيواء البعثيين العراقيين الذين انضموا بعد ذلك إلى شبكة القاعدة.

حتى أن العراقيين حاولوا إنشاء محكمة تابعة للأمم المتحدة لتوجيه الاتهام إلى المسؤولين السوريين. وعندما بدأ العراقيون يحاولون حشد الدعم الأمريكي لتلك المحكمة، تراجع مستوى الإرهاب في العراق بثلاثة أرباع عما كان عليه، مما يدل على مدى فعالية نظام الأسد في إدامة العنف.

إلاّ أنَّ إدارة أوباما اتخذت موقفاً محايداً، وفشلت جهود إنشاء المحكمة لأنَّ الرئيس أوباما كان مصرّاً على احتواء إيران وسوريا. وفي الواقع، سحب العراقيون سفيرهم من سوريا بينما كانت الولايات المتحدة ترسل سفيرها إلى هناك.

وبينما كان الأسد وإيران يلعبان دوراً أساسياً فى خلق الفوضى في العراق، والتي أسفرت عن مصرع حوالى 4500 جندي أمريكى وإصابة حوالى 32 ألف جندي، كذلك استخدما الصّخب نفسه لادّعاء أنَّ الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاونهما من أجل الاستقرار.

سنة 2009، اعترف مستشار سياسي للسفير السوري بأنّ الأسد وجد في قتل وجرح القوات الأمريكية وسيلة لجعل أمريكا تقبّل قدميه.

كما أضاف “إنّ الإدارة السابقة لم ترغب في التعاون حتى لو كلفّها الأمر حياة الجنود الأمريكيين.. أمَّا هذه الإدارة فتدرك أنّ عليك أن تتعاون من أجل إنقاذ الأرواح، من أجل النهوض بالمصالح الأميركية، وهذا ما نتطلع إليه في المستقبل”، قال أحد مساعدي السفير السوري.

واستمر الأسد ومشغّلوه الإيرانيّون في استخدام القاعدة والجهاديين السنّة، حتى في السنوات الأخيرة. ولعلّ أوضح دليل على أنّ إيران تعتبر وجود القاعدة في سوريا مفيداً للأسد هو استمرارها في دعم عمليات القاعدة، بما في ذلك أنشطة الجماعة في سوريا على وجه التحديد.

ربّما يوجد القليل من أولئك الذين فعلوا أكثر مما فعله الأسد ونظامه لقتل وتشويه الجنود الأمريكيين. لا تدعوا نظامه يبيّضُ صفحته من خلال الإشارة إلى خطر الجهاديين الذين سبق له وأن استخدمهم ودعمهم لسفك دماء لا حدود لها ولإرقاقة دموع الأفراد العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين وأسرهم.

العنوان الأصلي: قاضٍ أمريكي يقضي في أنَّ الأسد ساعد تنظيم القاعدة في قتل أمريكيين

ريان ماورو- كلاريون بروجت-ترجمة إبراهيم قعدوني- السوري الجديد

 

عن شباب بوست

انظر ايضا

إعلامي مقرب من نظام الأسد: النظام يعيش وضعاً خطـ.ـراً.. وخروجه من هذه الأزمة يستلزم “معـ.جزة”!

أكد الإعلامي اللبناني “سامي كليب” أن نظام الأسد يمرّ بمأزق صعب، ويعيش لحظات مفصلية لا …

أميركا: سنعاقب الأسد ويجب أن يرى العالم العدالة تتحقق.. روسيا: نحذركم من تداعيات خطيرة

قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الإثنين 9 أبريل/نيسان 2018، إن الولايات …

اكتشاف مقبرتين جماعيتين غرب الرقة

الرقة: تم الجمعة اكتشاف مقبرتين جماعيتين في شمال سوريا تضمان جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم …