رامي، اللاجئ السوري الذي هرب بكمانه، تتبناه شركة موسيقية أوروبية كبرى، وتطلق له ألبوماً خاصاً

 

كان رامي، البالغ من العمر واحدا وعشرين عاماً، طالباً يدرس الموسيقى، لكنه غادر مدينة حمص عام 2015. وهو الآن يعيش في ألمانيا، بعد أن اجتاز ثمانية بلدان مشياً على الأقدام في أغلب الأحيان.

أثناء رحلته في أوروبا، قام رجال الشرطة برميه من القطار، فأضاع الكمان هناك.

ولكن في ألمانيا، حصل على كمانٍ آخر من أحدهم بعد أن قصَّ عليه قصته.

لقد سافر هذا الموسيقيُّ عبر لبنان، فتركيا إلى استنبول. ومن هناك عبر البحر إلى اليونان بالقارب، حاملاً معه الكمان بعد أن لفَّهُ بإحكامٍ باستخدام بلاستيك التغليف.

أثناء تلك الرحلة البحرية، تعطل محرك القارب، وتمَّ إنقاذهم من قبل خفر السواحل اليونانية، الذين اصطحبوهم إلى جزيرة كوس حيث تم إيواء العديد من اللاجئين.

“كنت أنام مع الكمان، فقد كنت أخشى من أن يسرقه أحد مّا.” قال رامي في مقطع فيديو له نشرته “ديكا ريكوردس” التي ستنشر له الألبوم باسم “رحلتي.”

من كوس، ذهب إلى أثينا، ومن ثم إلى مقدونيا حيث استرعى انتباه الصحفيين وهو يعزف على الكمان.

في البداية، قال رامي، إنه كان يعزف الموسيقى العربية. ثم بدأ يعزف أنشودة “الفرح” الغنائية لبيتهوفن وهي القطعة الأولى في الألبوم. وبعدها، قام بعزف النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي.

بعد ذلك ذهب رامي إلى صربيا، حيث عوقب، كما ورد في الفيديو، بسبب حديثه مع وسائل الإعلام عن الظروف السيئة التي تم احتجازهم فيها. فتمَّ فصله عن أصدقائه وقضى أياماً وليالٍ بدون طعامٍ أو ماء. ثم أُطْلِقَ سراحه بعد أن لاحظ أحد ضباط الشرطة الكمان خاصّته. “لقد طلب مني أن أعزف له ففعلت. لقد أسعده عزفي بشكل كبير.”

رامي، اللاجئ السوري الذي هرب بكمانه، تتبناه شركة موسيقية أوروبية كبرى، وتطلق له ألبوماً خاصاً

لم تنته العقبات في صربيا. فبينما كان في طريقه من بلغراد إلى بودابست، في هنغاريا، قام رجال الشرطة برميه خارج القطار فأكمل طريقه مشياً على الأقدام بصحبة صديقٍ له كان يحمل له الكمان.

ولكن، عندما طاردتهما الشرطة، بدأ الاثنان بالركض في اتجاهين مختلفين، فانتهى الأمر مع رامي بفقدانه للكمان. فيما بعد، قبضت عليه الشرطة وأرسلوه إلى أحد المخيمات.

لقد كان الوضعُ هناك سيئاً جداً. فقرر مغادرة المخيم والتّوجه إلى النمسا.

بعد ذلك، توجّه عازفُ الكمان إلى ميونخ، في جنوب ألمانيا، وأخيراُ إلى “ساسباشفالدين”، حيث عثر على ملجئه.

“كانت توجد هناك امرأة تقوم بمساعدة الناس، فقصصتُ عليها قصتي.” قال رامي. “فما كان منها إلا أن قدمتني إلى مايسترو اسمه ‘لوخين ليمي ‘فقدّم لي كماناً كهدية.”

رامي، اللاجئ السوري الذي هرب بكمانه، تتبناه شركة موسيقية أوروبية كبرى، وتطلق له ألبوماً خاصاً

  1. رامي يغادر حمص عام 2015؛ 2. يسافر من لبنان؛ 3. يصل إلى إسطنبول في تركيا؛ 4. يتم إنقاذه من قبل خفر السواحل اليونانية ويتم إرساله إلى جزيرة كوس؛ 5. يصل أثينا؛ 6. في صربيا، تتم معاقبته لحديثه للصحفيين فيتم فصله عن أصدقائه؛ 7. يتم رميه من القطار أثناء ذهابه من صربيا إلى هنغاريا؛ يصل النمسا بعد مغادرة مخيم اللاجئين في هنغاريا؛ 9. يصل إلى ميونيخ، في ألمانيا؛ 10. يصل إلى لاهر، حيث بدأ بالتدريب في إحدى الكنائس المحلية.

من هناك، يقول رامي إنه انتقل إلى لاهر، حيث عاش في صالةٍ رياضيّةٍ آوت أكثر من مائتي عائلة. وقد سمحت له إحدى الكنائس المحلية بالتدريب على العزف وقد نُشرت صورةٌ له في جريدةٍ محلّية.

بعد قراءة القصة، قدم له زوجان سكناً في منزلهما، حيث أصبح بإمكانه التدّرب.

“أعتقد أنه لا يستطيعُ أن يتخيّلَ حياته بدون الكمان، “قالت تيريزيا” التي رحبت به في منزلها.

قام رامي بتسجيلِ ألبوم “رحلتي” مع المُنتِجَينِ جيمس مورغان وجولييت بوشين اللذين سبق لهما الفوز بجوائز عديدة.

يتميز الألبوم باحتوائه الموسيقى العربية التقليدية حيث موطن رامي مترافقة بنسخة كلاسيكية لأغنية “عدّ النجوم” تعزفها الفرقة الأمريكية “ون ريببليك” بالإضافة لـتأدية معزوفة “الليل الصامت.”

وقد تم نشر الألبوم رقميّا دعماً لحملة الصليب الحمر لإغاثة الناس المحتاجين حول العالم.

بي بي سي- ترجمة عبد الرزاق اسكيف- السوري الجديد

عن شباب بوست

انظر ايضا

مترجم: طالبة سورية متفوقة هربت من الحرب، تتنافس 10 جامعات أمريكية على استقبالها، ومنها هارفرد

  مراهقةٌ سوريةٌ جاءت إلى وسط أوهايو هرباً من حربٍ مدمرةٍ أجبرت عائلتها على الخروج …

المانيا تحظر اوجلان

قرر وزير الداخلية الألمانية، توماس دي ميزير، حظر رفع صور زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد …

سوريٌّ ينال الجائزة الأوروبية للغات في الدانمارك

نال الشاب السوري خالد كسيبي، “الجائزة الأوربية للغات للعام الحالي ٢٠١٦”، عن مشروعه الحيوي لتعليم …