طفل سوري.. من مخيمات اللجوء إلى طالب بأرقى المدارس في المملكة المتحدة

طفل سوري.. من مخيمات اللجوء إلى طالب بأرقى المدارس في المملكة المتحدة

 

لم يكن محمد ليحلم بأن يكمل تعليمه في مدرسة جورج هاريوت للنخبة، في العاصمة الاستكلندية، إيدنبيرغ، بعد كل ما عاناه خلال السنوات الأربعة الأخيرة من تنقل وارتحال وشقاء في مخيمات اللجوء، بسبب اندلاع الحرب في بلاده واضطراره لمغادرة دمشق في العام 2011، محمد الآن بات أحد أميز الطلاب في صفه ويحظى بمحبة وإحترام زملائه ومعلميه.

محمد مراد، البالغ من العمر 12 عاماً، خرج برفقة عائلته من العاصمة السورية بعد تطور الاحتجاجات في المنطقة التي كان يسكنها، وكانت محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا هي الوجهة الأولى للعائلة، ومنها تنقلوا لاحقاً إلى إقليم كردستان العراق، ليستقر الأمر بهم في مخيم دوميز للاجئين في مدينة دهوك، وهناك قدموا طلباً للهجرة الشرعية عبر الأمم المتحدة إلى إحدى الدول التي أخذت على عاتقها استقبال أعداد معينة من اللاجئين السوريين.

كانت استكلندا آنذاك قد قبلت استقبال 20000 لاجئ سوري من مخيمات دول الجوار السوري، وفق شروط ومعايير معينة تتركز على جلب الحالات الأكثر حرجاً، وهو ماتطابق مع حالة عائلة محمد، كون اخته تعاني من الإعاقة، وبالفعل نالت الأسرة موافقة السلطات الاسكتلندية للقدوم، وقامت باستقبالهم في مطار العاصمة وتكفلت بتأمين السكن والمأوى لهم، وتقديم التسهيلات اللازمة لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع.

كان محمد يرتاد مدرسة حكومية تقع في إحد ضواحي العاصمة في بادئ الأمر، قبل أن تقرر مدرسة جورج هاريوت، إحدى أعرق وأرقى المدارس في المملكة المتحدة، أن تخصص مقعدين من مقاعد الدراسة فيها للاجئين السوريين، و بعد إجراء مقابلات مع كل المتقدمين، اختارت اللجنة المشرفة على القبول محمد، بناءً على ‹المهارات› التي أبداها و‹سرعة البديهة› لديه والتماس الرغبة القوية لديه في تطوير نفسه.

محمد الآن يستيقظ صباح كل يوم ليرتدي الزي الرسمي للمدرسة، بسترة سوداء وربطة عنق أنيقة تميزه عن طلاب باقي المدارس، وتحمل شعار مدرسة النخبة.

يشعر طلاب الصف الذي يرتاده محمد بالفخر والسعادة كونه بات فردا منهم، بحسب رواية معلمه فال كراك لموقع نيو ستات مان الاستكلندي، الذي قال أن زملائه في الصف، ذكروا له أن محمد وبخفة ظله وابتسامته الدائمة بات من أكثر المحبوبين في المدرسة، وأن حس الفكاهة لديه يزداد يوماً بعد يوم مع تطور إتقانه للغة الانكليزية، أما مدير المدرسة كاميرون ويلي، فقد أكد أن محمد أبدى ذكاءً وتواضعاً كبيرين خلال مقابلة قبوله، وأبدى رغبة قوية في المثابرة والعمل الجاد ليصل لأعلى المستويات.

مدرسة جورج هاريوت التي تأسست في العام 1926 على أسس خيرية، تنتقي كل عام نخبة الطلاب الأذكياء في البلاد، وتتركز عملية الانتقاء على الطلاب الأيتام الذين  فقدوا أحد ذويهم، وتقدم لهم تعليماً متقدماً يوافق قدراتهم المتميزة بالمجان ، وتشرف مقاعد الدراسة فيها على قلعة إيدنبيرغ العريقة، وتعد واحدة من أعلى المدارس تصنفياً في المملكة المتحدة لجودة التعليم الذي تقدمه.

عن شباب بوست

انظر ايضا

(أنتم هدية لنا).. أطفالٌ سوريون يغنُّون داخل البرلمان الكندي يثيرون إعجاب الكثيرين

(أنتم هدية لنا).. أطفالٌ سوريون يغنُّون داخل البرلمان الكندي يثيرون إعجاب الكثيرين

ي الوقت الذي مازال القصف مستمراً على الآلاف من أقرانهم المحاصرين في حلب، كان أطفال …

عائلة نمساوية ترد الجميل لشاب سوري

شاليرباش، النمسا- عندما يذهبان للتسوق في بلدة باد شاليرباش النمساوية الصغيرة، تقدم مارتينا شامبرغرز الشاب …

تركبا…الشروع في نقل لاجئين سوريين من مخيم إلى بيوت جاهزة

الأناضول- شرعت السلطات التركية، اليوم السبت، في نقل لاجئين سوريين من مخيم لجوء يقيمون به …