أكراد سورية وتحديات المستقبل!

مهند الكاطع

أكراد سورية وتحديات المستقبل!
دائماً عندَ حديثي عن الأكرادَ، فأني أضعُ نصبَ عيني الجارَ الكُرديّ والقريب والخال والأُستاذ والصديق,,الخ. ولا أنطلقُ من زاوية أن هذا الحديث هو عن آخر في جبهةٍ أخرى معاكسة بالضرورة. لذلكَ اتناولُ الأكراد في ضوءِ ما تطرحهُ القِوى الكُرديّة (سياسياً)، خاصة وأن هذا الطرح يمسُّ بشكلٍ مباشر مُستقبلَ المنطقة بأسرها، ومُستقبلَ تعايشٍ مشتركٍ لمكوناتِ منطقةٍ متعددةِ الأعراقِ والأديان.
وبكلِّ تواضعٍ أقول: بأنَّ الجُعبةَ الكردية السياسيّة في سورية فارغةٌُ تماماً، ولا تستطيع الدفاع عمّا تطرحهُ من مشاريعٍ متذبذبة ولا إقناع الآخرين بها، لذلك تلجأُ لإتهامِ كُل من يخالفها بالشوفينية ومعادة الأكراد والتربُّصِ بهِم ..الخ.
تتسابق الأحزابُ التابعة للبرزاني من جهة ومشتقات العمال الكردستاني التابعة لأوجلان من جهةٍِ أُخرى، في محاولاتها لتسويق شعاراتِ الحِرصِ والخوف على مستقبل الاكراد في سورية وادعاء العمل من أجل مصلحتهم القومية، وكل من الطرفين يرفعُ سقفَ شعاراته ويزاود باختيار مسميات قومية جديدة للمنطقة وبلداتها بما وصل حد مثير لسخرية المجتمع السوري على الدرجة التي وصلت إليها سذاجة محاولة تناول تاريخ سورية القديم والحديث وربطه بتغيرات لم يمض عليها قرن من الزمان.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بدت الأحزاب الكردية المنضوية تحت المشروع (الاوجلاني) أو المشروع المضاد (البرزاني) شبه منفصلة عن الواقع السوري أيضاً وليس عن التاريخ فقط،

وبدأت بطرح مطالب ومشاريع صدمت الشارع السوري واساءت لصورة الكردي في المخيّال السوري العام،

ومنها طرح كل من هذه المشاريع لتصوره عن انشاء اقليم كردي في سورية في مناطق يدعون بانها كردية والواقع يقول غير ذلك. كما طرح كل فريق منهم دستوراً خاصاً للمناطق الكردية المفترضة، ناهيك عن مشروع برلمان وادارة ذاتية وجيش كردي تحت مسميات وشعارات غريبة عن الجغرافية السورية وتاريخها، ولا يزال كل فريق يزاود على الآخر في هذا الخصوص ويطرح نفسه كممثلاً حقيقاً للشعب دون اهتمامهم أصلاً بالنتائج على أرض الواقع لهذه السياسيات.
ورغم أن الأكراد يشكلون أكبر أقلية عرقية بعد العرب في منطقة الجزيرة السورية ومناطق ريف حلب الشمالي التي باتت تسمى وفق المشروع الاوجلاني (روجافا) و وفق الاحزاب التابعة لشمال العراق ( كردستان سوريا)، إلا أنه عملياً باتت تلك المناطق وبكل أسف شبه خالية من الأكراد. لذلك أجدني متفقاً مع تصريحات السيد مسعود البرزاني اليوم حول خشيته على مستقبل الاكراد في سورية، والتي حمَّل من خلالها حزب الاتحاد الديمقراطي المسؤولية عن ذلك، واعتقد ان المسؤول عن ذلك ليس سياسات عصابة صالح مسلم فقط ، بل المسؤول عن ذلك هو خطاب الاحزاب الكردية الاخرى الذي حمّّل كاهل أهلنا الأكراد في سورية أكبر مما يحتملون، وافقدهم الشعور بالاستقرار والامان في سورية، وطرح امامهم خيارات وتحديات صعبة لا تتناسب مع واقعهم في سورية، الامر الذي دفعهم لاستغلال فرصة الأحداث للجوء إلى الحلم الأوربي و بشكل جماعي منذُ سنة 2012، وذلك قبل بدء اي عمل عسكري يمكن ان يهدد المناطق التي يقطنها اهلنا الاكراد في سورية وازدادات الهجرات بشكل كبير منذ سنة 2014م وعانت منها جميع المكونات أيضاً.
الواقع:
(ما خرب) بيت اهلنا الاكراد في سورية، إلا محاولات استقطابهم لمشاريع حزبوية مؤدلجة خارج واقعهم السوري دون مراعاة الامكانيات.

عن شباب بوست

انظر ايضا

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

شرعت مخابرات نظام الأسد مؤخرا بتجنيد شبان من منطقة القامشلي للعمل كمرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات "خليفة حفتر" في ليبيا برعاية روسية.

وفاة خمسة أطفال غرقاً في مياه الفيضانات بالحسكة

وفاة خمسة أطفال غرقاً في مياه الفيضانات بالحسكة أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الحسكة …

أنفاق “الاتحاد الديمقراطي” تعيد التوتر مع قوات الأسد في الحسكة

أنفاق “الاتحاد الديمقراطي” تعيد التوتر مع قوات الأسد في الحسكة ساد التوتر بين قوات النظام …