سيدا:هناك حالة تشنج وامتعاض لدى القوى العربية في المعارضة السورية بخصوص إسناد مهمة تحرير الرقة إلى قوات سوريا الديمقراطية

سيدا:هناك حالة تشنج وامتعاض لدى القوى العربية في المعارضة السورية بخصوص إسناد مهمة تحرير الرقة إلى قوات سوريا الديمقراطية

يقول الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري، الدكتور عبد الباسط سيدا، أنه ليست لدي معلومات حول موقف رسمي صدر عن الائتلاف أو الهيئة العليا للمفاوضات عن معركة تحرير الرقة”، مشيراً أن “هناك مواقف ربما صدرت عن بعض الفصائل والمجالس المحلية في منطقة الرقة، إلى جانب جملة من التصريحات هنا وهناك. ولكن بصورة عامة هناك حالة تشنج وامتعاض لدى القوى العربية في المعارضة السورية بخصوص إسناد مهمة تحرير الرقة إلى قوات سوريا الديمقراطية وبالتعاون مع التحالف الدولي. هذا ومن المعروف أن القوات العسكرية التابعة مباشرة لقيادة حزب العمال الكوردستاني العسكرية في قنديل-بغض النظر عن كل التسميات الأخرى التي تتبدل يوميا-هي الجسم الأساس المحور ضمن القوات المعنية “. مشيراً أن “بواعث هذه الحالة فهي تتجسد في انطلاق أصحاب تلك المواقف من كون الرقة مدينة عربية، وبالتالي فإن دخول هذه القوات سيؤدي إلى إثارة المشاعر والهواجس”، مضيفاً “لنقارن بين ما يجري راهناً في الرقة، وما جرى ويجري في الموصل. فقوات البيشمركه رغم أنها قوات عراقية، معترف بها في الدستور ومن قبل الحكومة العراقية؛ وتقدم الخدمات للمواطنين في منطقة الموصل من دون أي تمييز.و تابع سيدا رغم أن إقليم كوردستان يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين العرب من الموصل وغيرها من المناطق، رغم كل ذلك، لم تدخل قوات البيشمركه الموصل بناء على قرار القيادة الكوردستانية احتراما لمشاعر العراقيين، وأرادت تلافي ما يحدث. في حين أن قيادة حزب العمال الكوردستاني التي لا تمثل جهة كوردية سورية، وأقدمت على أعمال سلبية بحق العرب والكورد السوريين، تصرّ على الدخول إلى المدينة. مع أن أمراً من هذا القبيل يثير حفيظة السوريين جميعاً”.  لا يجد سيدا أن “التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أبعد فقط الائتلاف، بل أبعد أوربا والدول الإقليمية حليفاتها، وبالتالي فهي وحدها التي تقرر بناء على الاستراتيجية التي وضعتها بنفسها. هذا ما تفعله في العراق، وما تفعله في سورية. ولكن زيارة رئيس أركان الجيش الأمريكي إلى تركيا تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على علاقاتها مع تركيا”. مشيراً في سياق الحديث ذاته بأن الموقف الأمريكي “الإيجابي” بالنسبة لدور قوات سورية الديمقراطية “إنما هو مجرد تعاون تكتيكي عسكري استخباراتي، فرضته الحاجة الميدانية. ولا اعتقد بوجود مشروع سياسي متفق عليه سيكون لصالح الكورد. الكورد في هذه المعادلة هم مجرد جنود تحت الطلب لتنفيذ المهمات التي يكلفون بها. أما بالنسبة للائتلاف فلست في موقع القرار. وليست لدي معلومات حول الاتصالات بينه وبين الجانب الأمريكي بخصوص هذا الموضوع”. يعتقد الدكتور سيدا أن “التحالف الدولي يحتاج إلى قوة ميدانية لا تكلفه كثيراً، ولا يلتزم معها بأية مواثيق تحرجه مستقبلاً. أما قوات سوريا الديمقراطية، فهي في الأساس القوات العسكرية التابعة لحزب العمال الكوردستاني كما أسلفت. أما القوات الأخرى فهي مجرد تكملة عدد أو رتوش تزيينة تسويقية” في إشارة إلى باقي المكونات العربية والتركمانية في قوات سوريا من غير وحدات حماية الشعب”.  مشيراً أن “الحزب المذكور له حساباته مع تركيا، وله تحالفاته مع إيران ومع النظام السوري. وهو يريد أن يعزّز موقعه عبر إظهار نفسه بأنه حليف مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الروس في الوقت ذاته، ويبدو أن تعقيدات ظروف المنطقة قد ساعدته بعض الشيء. ولكن اللافت أن الحزب المعني يسعى لتعزيز تحالفاته مع الجميع باستثاء الكورد. بل يعمل بصورة مستمرة على إبعاد الكورد، وحصر التمثيل الكوردي في نفسه. هذا ما فعله في تركيا وفي سوريا؛ ويحاول أن يفعله في كل من إيران وكوردستان العراق”. أما بالنسبة لإقصاء لواء ثوار الرقة أو الفصائل الأخرى من الجيش الحر، يجد سيدا أن “هذا موضوع له علاقة بالأهداف التي تأتي في مرحلة ما بعد داعش في الرقة. فالفصائل المعارضة السورية ترى أن معركتها مع داعش هي جزء من معركتها مع النظام. وأن الأول هو نتيجة لممارسات ومشاريع النظام. في حين أن قوات سوريا الديمقراطية لا تعلن ذلك صراحة، بل تدّعي بأنها تعمل من أجل سورية ديمقراطية؛ هذا في حين أن أطرافاً عديدة من مكوناتها لم تقطع بعد علاقاتها مع النظام، بل ما زالت تنسّق معه، وتتبادل معه الأدوار في العديد من المناطق، خاصة في قامشلي والحسكة”. عن الرقة ما بعد داعش وهل سينتهي بعد طرده من الرقة، يجد سيدا، أن “داعش لا يمثل مستقبل سوريا؛ لا في الرقة ولا في غيرها من المناطق السورية. لا يمتلك الحاضنة الشعبية. ربما يلقى المساعدة في بداية الأمر من بعض أبناء المنطقة نتيجة الجهل والمنفعة، واعتقاداً من الناس بأنهم سيحموهم. وأحياناً كانت النزعة القومية-الدينية المختلطة تدفع بهم نحو داعش؛ ولكن بعد التجربة المريرة، انفكّ العديد من هؤلاء عن التنظيم الإرهابي”. مردفاً “ما نعتقده هو أنه بعد القضاء على التنظيم لن يجد داعش موطأ قدم له في الرقة. اللهم إلا إذا وجدت الجهات التي دعمت داعش، وغضّت النظر عن تصرفاته، لها مصلحة في إعادته. ولكنه في جميع الأحوال باتت داعش نتيجة ممارساتها الوحشية الإرهابية البدائية في مواجهة المجتمع السوري بأكمله، بكل شرائحه وانتماءاته وتوجهاته”. ينوه سيدا في سياق الحديث عن مصلحة الكورد في معركة الرقة، “ما أود أن أذكره في هذا السياق هو أنه ينبغي علينا ألا نوحد بين موقف حزب الاتحاد الديمقراطي والموقف الكوردي العام. فهناك المجلس الوطني الكوردي، وهناك أحزاب وقوى كوردية خارج الإطارين؛ هذا إلى جانب منظمات المجتمع المدني، والشخصيات الوطنية الكوردية، والجمهور الكوردي الواسع غير الموافق على سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي”. كذلك إلى أن “حزب الاتحاد الديمقراطي له أجندة وأهداف خاصة بحزب العمال الكوردستاني. وهو الذي يصر على المشاركة في معركة الرقةبناء على مصالحه الخاصة. ولكن هذه السياسة كلفت الكورد في سوريا الكثير، وأدّت إلى تهجير أكثر من مليون كوردي من المناطق الكوردية، نحو 90% من الشباب الكوردي قد هاجر نتيجة التضييق عليهم وانسداد الآفاق والتجنيد الإجباري. المناطق الكوردية تعرضت وتتعرض لتغييرات ديموغرافية كبيرة. الشعب الكوردي في سوريا لا يتحمّل نتائج هذه السياسية العبثية لأننها تهدده في وجوده”. وأن “القوى الكوردية الأخرى -المجلس الوطني الكوردي والمنظمات والقوى والشخصيات الوطنية والشرائح الواسعة ضمن المجتمع الكوردي- ترى أنه ليس من مصلحة الكورد إحداث شرخ مع المكوّن العربي، الرقة منطقة عربية، والقوى العربية من أبناء المنطقة هي الأجدر بالإسهام الفاعل في تحريرها وإذا طلبت المساعدة، حينئذٍ يستطيع الكرد تقديم العون، وبالتوافق، ومن خلال الأطر والقواعد الواضحة، ولكن اقحام الكورد في المعركة المذكورة بهذا الشكل يكلّفهم ضريبة باهظة في الأرواح، ويضعهم في مواجهة رأي عام عربي غاضب متشنج، الأمر الذي سينعكس سلباً في المستقبل على واقع القضية الكوردية في سوريا، خاصة في أجواء عدم وجود التزامات أكيدة، وغياب مشروع سياسي واضح.

عن نايا أحمد

انظر ايضا

منهاج الإدارة الذاتية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD

اليكم نسخ كاملة من الكتب اللتي تستخدم في مناهج التعليم التابعة للمناطق اللتي يسيطر عليها …

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

قُسّمت الدراسة إلى ثمانية فصول، بدأت بالجوانب النظرية ثم انتقلت إلى الواقع العملي للكيان الانفصالي الذي أقامه حزب الاتحاد الديمقراطي شرقي الفرات، وانتهت بالتصور الممكن لسيناريوهات الحلّ.

هل خسر العرب تركيا لصالح إيران؟

الباحث مهند الكاطع تشهد منطقة الشرق الأوسط عموماً، ودول المجال العربي على وجه الخصوص، تحديّات …