قانون الإندماج الأخير ؛ الأكثر صرامة بحق الّلاجئين !

تقرير مراسل شباب بوست علاء الدين الحميدي- المانيا

في ظل ما يجري في سوريّة خصوصاً و الشرق الأوسط عموماً و في ظل اختيار المجتمع الدولي معالجة الأعراض دون الأسباب، بات عشرات الألاف من السوريين لاجئين في دول الجوار و الاتحاد الأوروبي و لعل مصطلح الإندماج لايؤرق لاجئي دول الجوار بالدرجة التي يفعلها مع لاجئي الدول الأوروبية، لأسباب لا تخفى على احد،فالقدر فرض على اللاجئين واقعا أليما، فعلاوة على مايحدثه فراق الوطن من أسى، أصبحوا مطالبين بشئ يشق عليهم فعله والإندماج هنا ما اقصد.

لعل المشكلة ليست في الإندماج بحد ذاته، بقدر ما هي في فهم ما تعنيه هذه الكلمة، ففي الوقت الذي تعرّف الدول المعنية باللجوء الإندماج بأنه : “عملية ضم مختلف عناصر الحياة الإجتماعية في مجتمع ما لتشكيل علاقة واحدة متناسقة و إزالة الحواجز القائمة بين المجموعات المختلفة”،تتجنب- انطلاقا من هذا التعريف-  إقصاء هذه الشريحة التي اصبحت جزءا من المجتمع و تضمن بذلك التخلص من اعباءها، ابتداء من اعانات البطالة وانتهاء بتجنب انعزالها و استغلالها من بعض الأطراف للزج بها في صراعات ذات صبغة دينية ،وهذا ما تمت الإشارة اليه في أحداث باريس و بروكسل الأخيرة،تلك التي كان مصدرها حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية، الذي يشكل المهاجرين العرب أغلبيته الساحقة، حيث وجّهت انتقادات لاذعة للحكومة البلجيكية ، التي اتهمت بالتقصير في دمج سكان الحي بباقي سكان المدينة.

هنا اختلف اللاجئين و تعددت ارائهم حول الإندماج، فمنهم من حصره بتغيير الشكل و المظهر و تقليد سكان بلد الاقامة في ملبسهم وماكلهم و مشربهم،هؤلاء لقوا معارضة شديدة من اصحاب فكرة اننا شرقيين و سنبقى كذلك ولسنا معنيين بالاندماج.

كلا الفريقين لم يتناولا الإندماج بموضوعية، إنما كانت الأراء سطحية نوعا ما ، في الوقت الذي نجد فيه الحكومة الألمانية مثلا ، كلما أرادت التحدث عن الإندماج بدات بالحديث و بشئ من الإسهاب و التركيز على تعلم اللغة كمفتاح للاندماج دون غيره .

PC - 13012733_1022478704510532_8622778910627910012_n
الائتلاف الحاكم في المانيا يقر قانون الاندماج الجديد

لذلك شرعت القانون تلو الاخر، و في كل هذه القوانين نجد تعلم اللغة يحتل البنود الأولى، حتى في قانون الاندماج الأخير؛ الذي اعتبره البعض الأكثر صرامة بحق اللاجئين ،كان تعلم اللغة في صدارة الترتيب ، فقد شمل القانون دورة اندماج : تشمل دورة اللغة و دورة التوجيه ، من خلالهما تتعلم اللغة بالإضافة الى الحياة في المانيا و شئ يسير عن النظام القانوني والثقافة و التاريخ الحديث للبلد.

مما أسلفت نجد أن الإندماج يبدأ بتعلّم اللغة و ينتهي بالتعرّف على عادات و تقاليد الشعب الذي تعيش في كنفه.

و هنا الكل يطلب منك التعرّف على العادات و التقاليد و تقبلها،دون أن يفرض عليك ممارستها مثلا،فديموقراطية البلد و قوانين الحريات و دستور البلاد يحفظ لك حقك في التعبير عن رأيك و رفض ما لا يناسبك.

فلا بتغيير الشكل و لا بشرب الخمور و ارتياد النوادي الليلية، و ان كان ذلك يندرج تحت بند الحريات الشخصية يتحقق الاندماج.

و في الوقت نفسه لم يطلب منك احد ان تنزعي حجابك او تترك/ي صلاتك لتحقق شروط الاندماج.

و لنا في تجربة الأتراك  خير مثال، وان كان البعض يصف تجربتهم بالفاشلة “فهم متقوقعين على انفسهم لا يخالطون الألمان و لا يجاورونهم حتى في المسكن”،على النقيض من ذلك لي رأي يشاطرني الكثير فيه : هو أنهم حافظوا على ما رأوه مبدأً سواء كان دينياً ام اجتماعياً و في نفس الوقت أخذوا من الثقافة الألمانية ما وجدوه مناسبا.

و في نهاية الأمر قد تتعدد الأراء و تختلف، لكنها حتما ستتفق على أن مفتاح الإندماج هو تعلم لغة البلد الذي تعيش فيه.

PC - 13010777_873499879426068_1027032550632112246_n
قانون الاندماج الاخير

 

عن Adam

انظر ايضا

” كان يضحك أثناء دخوله قاعة المحكمة ” .. ألمانيا : السجن مدى الحياة للاجئ سوري قتل زوجته بـ 21 طعنة

قضت محكمة ألمانية بالسجن المؤبد بحق رجل سوري، بعد إدانته بقتل زوجته في مدينة ميونخ، …

بيان بانتهاكات الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين

بينهم سوريين

بينهم سوريين…المانيا… اكثر من 200 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في ولاية براندنبورغ

بينهم سوريون .. ألمانيا : أكثر من 200 لاجئ قاصر في عداد المفقودين بولاية براندنبورغ …

اترك تعليقاً