حزب الاتحاد الديمقراطى لا يشكل خطورة إستراتيجية على سوريا

حزب الاتحاد الديمقراطى لا يشكل خطورة إستراتيجية على سوريا

أدعو إلى محاولة طمأنة المواطن الكردى وإقناعه بأن مصلحته فى دولة مواطنة تحفظ حقوق الجميع، وأن فكرة إنشاء كيان قومى فى سوريا لا تتوافر لها الظروف السياسية ولا الديموغرافية التى تساعدهم على إنجازها

سوريا الديمقراطية ميليشيا كردية والعرب فيها كومبارس لتجميل وجههم الطائفي

أكد مهند الكاطع، الباحث السورى المتخصص فى المسألة الكردية، أن الشعب السورى يرفض فكرة تقسيم بلاده وفق أطر قومية .
واعتبر الكاطع فى حوار خاص لـ”الأهرام العربي” أن قوات حماية الشعب الكردية ما هى إلا مجموعة من المقاتلين المرتزقة ذوى الجنسيات المختلفة المرتبطة مع النظام باتفاقيات غير معلنة.
ويرى الباحث أن إطلاق اسم قوات سوريا الديمقراطية على الميليشيات الكردية محاولة لتبييض وجه هذه الميليشيات، ونفى صفة القومية الكردية عنها بزعم وجود عرب ضمن صفوفها، مشيرا إلى أن الوجود العربى والسريانى بهذه القوات رمزى وليس له أى تأثير فى سياستها الطائفية.
واتهم الباحث قوات سوريا الديمقراطية بارتكاب عمليات تهجير قسرى وجرائم حرب بحق الأغلبية العربية بسوريا . وإلى نص الحوار..
< كيف ترى التدخل التركى فى شمال سوريا؟
بشكل عام ومن حيث المبدأ أنا كملايين السوريين ضدّ أى تدخل خارجى فى سورية، لكن التدخل التركى اليوم إلى حد كبير يتقاطع مع مخاوف السوريين من التحركات المشبوهة لحزب العمال الكردستانى متمثلاً بجناحه السورى حزب الاتحاد الديمقراطى الذى بدأ يتحرك منذ فبراير 2016 تحت مسمى جديد «قوات سوريا الديمقراطية».
< ما الخطر الذى يمثله حزب الاتحاد على سوريا؟
حزب الاتحاد الديمقراطى برغم التوافق المعلن بينه وبين النظام السورى منذ نهاية عام 2011م وتسلمه لعديد من المواقع والمناطق والأسلحة من النظام، وسيطرته على العديد من القرى فى الشمال والشمال الشرقى من سوريا، لا أعتبره يشكل خطورة إستراتيجية على سوريا، حتى إذا كان يعلن أمام مناصريه بأنه يسعى لبناء فيدرالية أو إقليم إدارة ذاتية، وقد أعلن عنه بالفعل.
الخطورة الوحيدة حالياً تتجلى فى استخدام ميليشيات هذا الحزب منذ خمس سنوات من قبل النظام السورى لفرض ضغوط على المدنيين السوريين، خصوصا الأكراد الذين سلم النظام شئونهم لهذا الحزب لكى تكون المواجهة (كردية – كردية) ويتم تحييد الأكراد عن صدام مباشر ضدّ النظام إلى جانب باقى المكونات السورية.
ثمة خطورة أخرى تتمثل فى دفع ميليشيات هذا الحزب للسيطرة على مناطق للمعارضة السورية ومحاربة فصائل المعارضة تحت شماعة محاربة داعش.
< ولكن قوات سوريا الديمقراطية تشمل مكونات عربية وسريانية وليست كردية فقط؟
الواقع أن تشكيل ( قوات سورية الديمقراطية) بانضمام شكلى لبعض الفصائل العربية، وفصيل سريانى محدود العدد، هو الواجهة الجديدة التى أرادت من خلالها الإدارة الأمريكية تخفيف الغضب التركى تجاه دعم أمريكا لوحدات الحماية الكردية، والقول إن القوات تحمل اسم “ سورية الديمقراطية”. خصوصا بعد أن تلطخت أيدى القوات الكردية بالعديد من العمليات التى وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها جرائم عرقية ترقى لجرائم الحرب.
الواقع غير ذلك تماماً، فقد بقيت قوات الحماية الشعبية هى العصب الأساسى لما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، وهى التى تسيطر على القرار، وباقى القوات مجرد كومبارس لتسويق مسماها الديمقراطي.
هناك طبعاً عدد من الشبان العرب الذين تم تجنيدهم أيضاً مقابل رواتب عالية باستغلال ظلف العيش، لكن هؤلاء الشبان مضطرون لتعليق صورة عبد الله أوجلان زعيم حزب الكردستانى والخضوع لدورات مكثفة فى فكر وعقيدة حزب العمال الكردستاني.
< أيهما أخطر على سوريا الأكراد أم الاحتلال التركى ؟
فى الواقع وضع الأكراد كلهم فى سلة واحدة هو خطأ يقع به الإعلام كثيراً، فهذا غير صحيح لا على المستوى الشعبى ولا على المستوى السياسي.
لكن الأحزاب الكردية على مختلف توجهاتها، سواء التى ضمن خانة ومعسكر حزب العمال الكردستاني، أم تلك التى ضمن المعسكر المعادى لها (المعسكر البرزاني) جميعها بدأت تتحدث عن أرض تاريخية وحلم قومى للأكراد فى سوريا، بدأت هذه النغمة منذ احتلال العراق سنة 2003 بوتيرة خجولة، لكنها بعد اندلاع الثورة السورية أخذت وتيرة متصاعدة، وهى بدون شك ترسم صورة سلبية للأكراد فى الوسط السوري، صورة الذى يريد اقتطاع جزء من سوريا على حساب أشلاء الشعب السوري.
لكننى أدعو إلى محاولة طمأنة المكوّن الكردى واقناعه بأن مصلحته هو فى دولة مواطنة تحفظ حقوق الجميع، وأن فكرة إنشاء كيان قومى فى سوريا لا تتوافر لها الظروف السياسية ولا الديموغرافية التى تساعدهم على إنجازها.
أما بخصوص الأتراك، أعتقد أن تركيا كدولة لا يمكن لها تجاوز المواثيق الدولية بخصوص حدودها مع سورية، ولن تغامر بشبكة علاقتها الدولية بخلق حالة يمكن من خلالها التخوّف على استقلال سوريا أو سلامة أراضيها، بل هناك مصلحة لتركيا ببقاء سوريا موحدة.
< لكن الأكراد أعلنوا أنهم يريدون دولة موحدة بإطار فيدرالى يكون لهم فيها إقليم فيدرالى وليس دولة مستقلة؟
أولاً: شكل الدولة موضوع يقرره الشعب السوري، ولا يمكن فى جميع القوانين والأعراف الدولية أن يتم فرضه من ميليشيا أو حزب أو مكوّن بشكل منفرد باستغلال ما تمر به البلاد من ظروف.
ثانياً: الفيدرالية نظام معمول به فى دول عديدة من العالم، منها حتى دول عربية مثل “الإمارات”، لكن التجارب الفيدرالية فى العالم مبنية على أساس أقاليمى مناطقي، وليس على الأساس الذى يطرحه «الأكراد – قومي».
ثالثاً: الأكراد يشكلون أقلية حتى فى تلك المناطق التى يطالبون أو يعلنون عن تشكيل مناطق فيدرالية فيها، فهم فى أكبر تجمع لهم فى الشمال الشرقى من سورية ( محافظة الحسكة) يشكلون 28 % على أعلى تقدير، فلا يمكن لأقلية أن تفرض إرادتها دون أخذ رأى أغلبية السكان الأصليين.
رابعاً: الفيدرالية فى إطار دولة موحدة هو تماماً ما طرحه أكراد العراق، والذين باتوا اليوم يرفعون ورقة التهديد بالانفصال، علماً بأن ظروفهم من الناحية التاريخية، والديموغرافية، والجغرافية أيضاً مناسبة أكثر من وضع أكراد سوريا اليوم، ولا يمكن نسخ تجربتهم فى سوريا للبون الشاسع بين الحالتين.
< ألا يحسب للأكراد نجاحهم فى تطهير مناطق كوبانى ومنبج من داعش؟
الحرب التى دارت فى عين العرب “ كوباني” أو «منبج» ضدّ داعش تمثل بالنسبة للسوريين حرباً بين ميليشيات طارئة على سوريا ولا تمثل أبناءها، فعناصر حزب العمال الكردستانى وفق المخطط البيانى لهوية ضحاياه تظهر بأن معظم أعضائه هم من أكراد تركيا وإيران وجنسيات أخرى، كذلك الأمر بالنسبة لداعش، حتى مع وجود بعض العناصر السورية فى كلا التنظيمين.
لذلك لا يحسب انتصار أى فصيل منهما على الآخر نصراً سورياً بقدر ما هو مكسب يمكن الإفادة منه فى حروب تشتعل بين ميليشيات معادية لتطلعات الشعب السوري، أو دعنا نقول: خلافات بين مرتزقة على الغنائم، ولا يخفى على أحد الدور الذى تلعبه أطراف دولية فى تحريك تلك المجاميع المسلحة لمصالحها الخاصة.

< الاتهامات نفسها يوجهها الأكراد للجيش الحر المرتبط بتركيا زاعمين ارتباطه بداعش، بدليل انسحاب داعش أمامه بعد دقائق من دخوله جرابلس؟
نعم لم أتحدث عن معارك دامية بين داعش والجيش الحر، لكن القوات الكردية أيضاً دخلت العديد من المناطق والعشرات من القرى بانسحاب داعش دون أى معارك، نذكر على سبيل المثال منطقة تل أبيض، ناحية تل حميس، منطقة الشدادي، ومنطقة رأس العين، كلها لم تحدث فيها مواجهات،كان مجرد استلام وتسليم.
على عكس ما حدث فى عين العرب (كوباني) التى يبدو أن المتضرر الأكبر فيها هم المدنيون الأكراد أنفسهم الذين وجدوا أنفسهم مهاجرين إلى تركيا وأوروبا والعراق.
< كيف ترى التقارب التركى – الروسى – الإيرانى وتأثيره على القضية السورية، فضلا عن إعلان رئيس وزراء تركيا تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
ربما إذا قرأنا تصريحات رئيس الوزراء التركى بدقة نجد أنه مع الإعلان عن رغبة فى تطبيع العلاقات مع دمشق يرى أن الأسد عائق لذلك، أى أن الموقف من الأسد لم يتغير، مع وجود إشارات أن التقارب التركى – الروسى قد خفف الضغط على الأسد مقابل ايضاً السماح لتركيا بالضغط على المجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستانى التى تعتبرها تركيا أنها تهدد أمنها القومى، خصوصا بعد سلسلة التفجيرات والهجمات التى تبناها هذا الحزب ضدّ مقار حكومية ومدنية فى تركيا.
< البعض ربط مواجهات الحسكة بين النظام والكرد بتقارب سورى – تركى.. كيف ترى ذلك ؟
أعتقد أنه يمكن قراءة هذه المواجهات من هذه الزاوية، خصوصا بعد بيان الجيش السورى الذى وصف حلفاءه لأول مرة بحزب العمال الكردستانى وكان قبل هذا يطلق عليهم اسم قوات الحماية الشعبية.
فإضافة إلى أنها رسالة غزل لتركيا تنبئ أن النظام السورى مستعد لتقديم تنازلات فى ملف حزب العمال الكردستانى، مقابل أن يقوم الأتراك بخطوات مماثلة باتجاه التقارب مع دمشق وحثها على إيقاف دعمها للفصائل المعارضة، فإنه يمكن أيضاً ان تكون هذه المواجهات قد فرضها حزب العمال الكردستانى من جانب واحد بعد استشعار قوته من ناحية، وما قد يمثله التقارب الروسى – التركى ضدّ مصالحه من ناحية أخرى، فاستبق الأمور بعد أخذ ضوء أخضر من أمريكا التى من المؤكد لن تكون سعيدة بتقارب روسى – تركي.
< هل كان ما يسمى الثورة السورية سيحظى بدعم وتشجيع من المكونات السورية لو انطلقت أحداث درعا من الحسكة أو قامشلى؟
الثورة السورية كانت ستحظى بدعم جميع المكونات لو أن شرارتها اندلعت من أى منطقة فى سوريا. خصوصا إذا رفعت شعارات تمثل مكونات الشعب السورى كتلك التى رفعها أبناء الشعب السورى من درعا إلى القامشلى ( واحد واحد واحد .. الشعب السورى واحد) ومطالب الحرية والعدالة الاجتماعية وغيرها.
< كيف ترى تصريحات رئيس حزب الاتحاد الكردستانى السورى صالح مسلم الأخيرة “نحن لا نريد الانفصال فلا تخافوا منا، نحن نبنى تاريخا جديدا لأخوة الشعوب فى المنطقة بدماء أبنائنا؟
ممارسات صالح مسلم وعقلية حزبه التى تتبنى العنف الثورى فى مسيرة استمرت لثلاثة عقود، دمرت الشعوب، وأولها الأكراد أنفسهم.
لا يمكن أن نثق بمشروع مرجعيته تنطلق من خارج سوريا بمشروعها وفكرها وراياتها وأهدافها واستقدم من أجله مسلحين من مختلف البلدان، ويستخدم مفردات ولغة مستحدثة على التاريخ السوري، مثل (كردستان الغربية، روجافا، المناطق الكردية فى سوريا ـ الإدارة الذاتية.. إلخ). فضلاً عن ممارسات تغيير الأسماء والبلدات السورية التاريخية، ورسم حدود وخرائط، وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح.
< من وجهة نظرك من يمثل المعارضة السورية الوطنية فى ظل اتهامات التخوين المتبادلة بين كل الائتلافات؟
بكل أسف، لم تنجح المعارضة السوريّة ببناء جسم يحظى بثقة السوريين، حتى المعارضين لنظام الأسد، هناك شخصيات فردية تحظى بثقة أبناء الشعب السوري، لكن ككتلة موحدة فى جسم واحد، لا أرى ما يمكن أن يمثل المعارضة السورية الوطنية، وإن كان الشعب مضطرا اليوم للقبول مبدئياً بتمثيل الائتلاف السورى بما تفرضه التعاملات الدولية مع هذا الجسم “ كممثل للمعارضة”.
< لكن هناك اتهامات للائتلاف بالعمل لصالح تركيا واختراقه من قبل تنظيمات إرهابية مثل داعش؟
تعتبر تركيا هى المأوى لمعظم المهجرين من أبناء الشعب السوري، فضلاً عن المعارضة السورية، ومن الطبيعى أن يكون هناك تقارب شديد بين الائتلاف وبين تركيا. لكن من الصعب اثبات أن الائتلاف يمكن أن يعمل شيئا لصالح تركيا الآن وهو خارج السلطة، فهذه اتهامات يدحضها الواقع ربما العكس صحيح، وهو تركيا تقدم الكثير لصالح الائتلاف!
أما عن موضوع اختراق الائتلاف من قبل داعش، فهذا يمكن إدراجه من قبيل النكت السمجة، فجميع المجموعات المسلحة التى تعمل عسكرياً تحت رعاية الائتلاف تعتبر أهدافاً لداعش، على عكس القوات أو الميليشيات التى تقاتل إلى جانب النظام، والتى لم تشهد الساحة السورية مواجهات بينهم وبين داعش. فكيف يمكن وفق ما تشهده الساحة السورية أن نوافق بين تعارض المصالح على الأرض والاختراق الذى لم نسمع به وبدلالاته وكيف ومتى ولماذا؟!
< هل تعتبر بشار جزءا من المشكلة أم الحل بسوريا ؟
بشار الأسد جزء من المشكلة، فهو أول من أدخل قوات أجنبية إلى سوريا، وأول من وضع الميليشيات الطائفية تحت مظلة حكومته، وقد نجح على مدى ستة أعوام على تدمير سوريا وبنيتها التحتية ومحو مدن كاملة عن الخارطة بحجة محاربة المسلحين، ولم يقدم أى خطوة باتجاه محاولة تسليم السلطة، وإيقاف تدمير سوريا أرضاً وشعباً.
< هل تنتهى الأزمة برحيل الأسد أم تبدأ الحرب الأهلية بشكل كامل؟
الأطراف السورية بما فيها الأسد اليوم جزء من أدوات فى حرب تديرها أطراف دولية كما قلنا، بمعنى أن توافق تلك الأطراف سيؤدى إلى إنهاء الصراع حتى بوجود الأسد، أو تخلى الأطراف السورية عن الدول الداعمة والجلوس على طاولة مفاوضات حقيقية بهدف إنهاء المآسي، وتأمين انتقال ديمقراطى للسلطة، ويبدو أن الحل الثانى هو أمر بعيد المنال ويصعب تحقيقه عملياً.
فبشار الأسد كان يستطيع فى بداية الثورة إيقاف كل شيء والحفاظ على سورية، أما رحيله اليوم فلن يسهم فى أى تقدم إلا إذا خرجت جميع الميليشيات والدول الموالية له.
وموضوع حرب أهلية أمر مستبعد جداً، فالأقليات فى سوريا لا تشكل أرقاماً يمكن لها أن تقوم من خلاله بحرب أهلية.
أضف إلى ذلك بأنه لا علاقة برحيل بشار بالحرب الأهلية، فبشار ليس ضمانة ولم يكن أبداً ضمانة ضدّ اندلاع أى حرب أهلية، بل يمكن القول إنه سعى لإشعال فتيلها، لكن السوريين لم ينجروا لها، وأقصد هنا الحرب على أسس مذهبية وإثنية.
< البعض يتهمك بكراهية الكرد وتجاهل تاريخهم بسوريا؟
أنا دائماً أفصل بين الأكراد كمكون اجتماعى سورى له حقوق وعليه واجبات دون أى تمييز، وبين الأحزاب الكردية وتهديدها للعيش المشترك، فتلك الأحزاب تحاول تسويق ادعاءات تاريخية زائفة لتبرير مشروعها الانفصالى الذى يهدد الجميع، أما أنا فاقوم باعتماد لغة البحث العلمى والإحصاء والوثائق والبيانات للرد على تلك الادعاءات، وعندما يفشل أصحاب المشاريع المشبوهة بالرد بالمنطق ذاته على الأدلة التى نقدمها، يبدأون بإطلاق الاتهامات الجاهزة، وأنا لست استثناء، فقد أطلقوا تلك الاتهامات على الكثير من المعارضين السوريين الذين يتخلفون مع الطرح القومى الذى تتبناه الأحزاب الكردية.
< هل تعتبر الميليشيات الكردية مرتزقة لا تختلف عن ميليشيات النظام؟
اعتبر الميليشيات الكردية الحالية على الأرض السورية أكثر من مرتزقة، وهم ضمن دائرة أدوات النظام باعتراف النظام السورى من جهة، وبما شهدته المناطق التى تقع تحت سيطرة مشتركة لهم وللنظام خلال سنين الثورة.
< هل قدم الأكراد منذ 2011 ما يخدم الثورة أم خدموا مصالح النظام أى أنهم مرتزقة فى خدمة النظام؟
أنوه أن حديثى دائماً عن الميليشيات الكردية، وليس عن الأكراد كمكون اجتماعي، فالأكراد كان لهم دور إيجابى جداً من خلال التنسيقيات الشبابية غير المنضوية تحت الأحزاب السياسية فى الحراك الثورى وفى رفع شعارات وطنية، وفى الوقوف مع باقى مكونات الشعب السوري. كما أن هناك فصائل عسكرية كردية فى ريف حلب الشمالى قاتلت ولا تزال تقاتل ضد النظام وضد الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وبذلك لا يمكن القول إن الأكراد ليسوا مع الثورة، بل الأغلبية الشعبية تقف ضد النظام، لكن موقف الأحزاب القومية الكردية هو موقف متذبذب انتهازي، لا يكترث بأى شيء سوى بمشروعه القومى فى سوريا.
< روسيا حليفة للنظام وفى الوقت نفسه تفتح ممثلية للأكراد بموسكو.. كيف ترى ذلك؟
صرح الرئيس الروسى بأنه لا يعلم شيئا عن هذه الممثلية، وفى الواقع يمكن قراءة المكتب الذى سمح لحزب العمال الكردستانى بافتتاحه فى موسكو دون أى تمثيل روسى رسمي، بأنه كان فى إطار ردود الأفعال التى قامت بها موسكو بعد إسقاط تركيا لطائرتها الحربية، ولم نسمع بأى نشاط رسمى لما قيل إنه ممثلية فى موسكو منذ الإعلان عن وجودها.
< هل بقاء النظام أفضل من تغلغل ميليشيات الأكراد وانتصارها؟
بقاء النظام ليس أفضل، بل رحيله هو الضمانة لتنتهى مسرحية الميليشيات الكردية التى تفتقد أى حاضنة شعبية، وتعتمد بشكل أساسى منذ نشأتها على النظام السورى ودعمه. فرحيل النظام سينعكس بشكل مباشر على مستقبل هذه الميليشيات، التى لن يكون لها أى مستقبل فى سوريا.
ولا ننسى أن هذه الميليشيات تنتمى لحزب، لا يزال مصنفاً على قوائم الإرهاب العالمية، وهذا أمر فى غاية الأهمية.

 

المصدر: الأهرام المصرية

عن شباب بوست

انظر ايضا

منهاج الإدارة الذاتية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD

اليكم نسخ كاملة من الكتب اللتي تستخدم في مناهج التعليم التابعة للمناطق اللتي يسيطر عليها …

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

شرعت مخابرات نظام الأسد مؤخرا بتجنيد شبان من منطقة القامشلي للعمل كمرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات "خليفة حفتر" في ليبيا برعاية روسية.

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

قُسّمت الدراسة إلى ثمانية فصول، بدأت بالجوانب النظرية ثم انتقلت إلى الواقع العملي للكيان الانفصالي الذي أقامه حزب الاتحاد الديمقراطي شرقي الفرات، وانتهت بالتصور الممكن لسيناريوهات الحلّ.