هجمات باريس وبروكسل طبخت في مطعم “أبو سيف” في الرقة!

تقرير مراسل شباب بوست ياسر الصالح – بلجيكا

مضى 141 يوما على مجزرة باريس، ولا يزال الفرنسيون تحت وطأة الفاجعة التي راح ضحيتها 130 شخصا في اعتداءات على عاصمة الأنوار، والتي فضحت حجم التقصير الأمني في تفادي مثل هذه العمليات.

وفي تقرير خاص لصحيفة “le journal de dimanche”، كشفت الصحيفة الفرنسية عن حجم الثغرات والتقصير الأمني الخطير الذي ميز التعامل الفرنسي مع عناصر تنظيم الدولة المتسللين إلى أوروبا، واستندت الصحيفة إلى معلومات تفيد بأن فرنسيا “منشقا” عن “داعش” حذر الأجهزة الاستخباراتية من مخطط استهداف باريس قبل أشهر من وقوعه.

التقصير الأمني الفرنسي

منذ 24 يونيو/حزيران 2015، حذر المواطن الفرنسي نيكولاس، المنشق عن تنظيم الدولة، بعد عودته من الرقة، من هجوم إرهابي محتمل في المستقبل القريب، وأطلع محققين من الاستخبارات الفرنسية على معلومات في غاية الأهمية، وأخطرها بأن عمليات إرهابية كبرى يستعد التنظيم تنفيذها في باريس وبروكسل.

إلا أن هذه المعلومات لم تلق الصدى المطلوب أو أذنا صاغية من جانب الأجهزة الأمنية الفرنسية، التي استخفت بتلك المعلومات وقللت من أهمية كلام المنشق الفرنسي الهارب من جحيم تنظيم الدولة، وظنت أنها مجرد أضغاث أحلام وتخيلات لشاب يبحث عن مسوغات للإفلات من العقاب، وفق ما جاء في التقرير.

نيكولاس الذي قضى ما يزيد عن عام ونيف لدى معسكرات في سوريا والفلوجة في العراق، قرر العودة إلى فرنسا وحاول تجنيب بلاده “كارثة” بجميع المقاييس، وأطلعهم على مخطط عبد الحميد أبا عود، والمعروف أيضا بـ” أبو عمر”.

ومن بين الاعترافات المهمة التي أدلى بها الفرنسي “التائب” بأن أبا عود كُلف بمهمة دراسة ملف المترشحين لانتقاء جواسيس وانتحاريين بعناية لتنفيذ عمليات كبرى في أوروبا، مؤكدا أن كل جاسوس يحصل على 50 ألف يورو مقابل كل عملية في أوروبا.

                                   علم نيكولاس بداية من عام 2015 بتلك المخططات التي كانت تحضر بين قياديي التنظيم لاستهداف مدن أوروبية.

مطعم “أبو سيف” في الرقة ..مصدر معلوماته

هذه المعلومات التي أدلى بها المنشق الواحدة تلو الأخرى، حصل عليها من خلال تردده على “مطعم أبو سيف” في مدينة الرقة السورية معقل تنظيم الدولة الاسلامية، والمختص بإعداد الأطعمة المغربية، حيث يتردد على ذلك المكان مقاتلون بلجيكيون من أصول مغربية ومواطنون فرنسيون، على حد قوله.

وفي ذلك المكان، علم نيكولاس بداية من عام 2015 بتلك المخططات التي كانت تحضر بين قياديي التنظيم لاستهداف مدن أوروبية.

فلو أولت الأجهزة الأمنية هذه المعطيات اهتماما أكبر، وأدرجتها في دائرة الشك، لربما جنبت البلاد هذه “الصفعة الإرهابية”، وتفادت مقتل تلك الأرواح البريئة التي لا تعلم بأي ذنب قتلت؟

عن Avatar

انظر ايضا

الرقة… حكايات مجنونة ورواة عقلاء!

الرقة… حكايات مجنونة ورواة عقلاء!   هي الرقة ياسادة؛ تاريخ موغل بالقدم, تعود نشأتها إلى …

تفاصيل الصفقة “القذرة”.. الأكراد هرّبوا آلاف الدواعش من الرقة محملين بأسلحتهم وطائرات التحالف تنير لهم الطريق

  كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي“ عن تفاصيل صفقةٍ سريةٍ سمحت للمئات من …

الطريق من كركوك إلى الرقّة

الطريق من كركوك إلى الرقّة مهند الكاطع – خاص شباب بوست كم كان الأسبوع المنصرم …

اترك تعليقاً