منظومة "أس 300" الروسية بسوريا.. الأبعاد والرسائل

منظومة “أس 300” الروسية بسوريا.. الأبعاد والرسائل

جاء الإعلان الروسي بنشر منظومة أس 300 في سوريا بعد الإعلان الأميركي عن وقف التنسيق مع روسيا بشأن سوريا، وإعلان واشنطن أنها تدرس جميع الخيارات المتاحة لوقف الحرب بما فيها الخيارات غير الدبلوماسية

 

شكل الإعلان الروسي عن نشر منظومات صواريخ الدفاع الجوي “أس 300” في سوريا تصعيدا في النزاع، وبينما بررت روسيا قرارها بحماية مواقعها، يرى خبراء أن القرار ينضوي على أبعاد وانعكاسات أخرى على الصعيد السياسي والميداني، ولا سيما بعد فشل الهدنة.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية مؤخرا أنها نشرت هذه المنظومة في قاعدتها البحرية في طرطوس بشمال غرب سوريا، مبررة هذا القرار بأنه يأتي لحماية قواعدها ومنشآتها العسكرية.

وقلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أهمية هذه الخطوة قائلا: “إن منظومتي أس 300 وأس 400 في سوريا دفاعيتان بشكل بحت، ولا تهددان أحدا”.

ويأتي الإعلان الروسي بنشر المنظومة بعد الإعلان الأميركي عن وقف التنسيق مع روسيا بشأن سوريا، والإعلان عن أنها تدرس جميع الخيارات المتاحة للتسوية في سوريا بما فيها الخيارات غير الدبلوماسية.

وتعتبر منظومة “أس 300” صواريخ دفاع جوي متطورة متوسطة المدى، مخصصة لحماية المواقع والمنشآت من الضربات الجوية، كما أنها قادرة على تدمير أهداف بالستية، وحاليا تشكل هذه المنظومة السلاح الأساسي للدفاع الجوي الروسي.

وكانت روسيا قد نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أنظمة صواريخ من نوع “أس400” في قاعدة حميميم الجوية، وبوجود هاتين المنظومتين تكون روسيا قد ضمنت دفاعا جويا لأهم موقعين لها في سوريا، وهما طرطوس وحميميم في محافظة اللاذقية.

سيفكوف: نشر الصواريخ رد على “الغطرسة الأميركية” 

مسألة مصيرية
وتعليقا على هذه التطورات، يرى الخبير العسكري قسطنطين سيفكوف أن الدافع المباشر وراء القرار الروسي هو الرد على ما وصفها بـ”الغطرسة الأميركية”، بعد أن أقدمت طائرات أميركية على ضرب مواقع للقوات السورية نجم عنها سقوط عشرات القتلى بالقرب من مدينة دير الزور، حينها وجدت موسكو أنها ملزمة بحماية قواعدها، وتأمين مواقع القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأس

وأضاف أن النظام السوري حليف عسكري لروسيا التي تعتبر أنها مسؤولة عن بقائه وحمايته من الانهيار، لكنه استبعد أن يكون نشر المنظومة تكتيكيا مؤكدا جدية الموقف الروسي.

وأوضح أن الصراع في سوريا بلغ مرحلة حرجة ودقيقة، والأوضاع مرشحة للتطور في جميع الاتجاهات، والحديث عن حرب عالمية ثالثة لم يعد غريبا ولا مستهجنا، بل إن المؤشرات الموضوعية لوقوعها أصبحت أكثر وضوحا.

وتابع المتحدث بأن خروج روسيا من سوريا منتصرة مسألة حيوية ومصيرية بالنسبة لموسكو، لأن هزيمتها هناك سيعني تعرض روسيا لانتكاسات في محاور أخرى تمثل تحديا للإرادة الروسية ليس أقلهاأوكرانيا، إضافة لذلك فإنها ستفقد أي تأثير أو دور لها في منطقة الشرق الأوسط، وكل هذا سينعكس بصورة كارثية على الأوضاع الداخلية في روسيا نفسها.

باكلاناف: الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة 

تجاهل التهديدات
من جانبه لفت الدبلوماسي الروسي أندريه باكلانوف أن هذه الخطوة تأتي غداة انهيار الهدنة في سوريا بشكل رسمي، مما يعني دخول الأزمة السورية في مرحلة جديدة من التصعيد، “ولا يمكن لروسيا تجاهل التهديدات الأميركية بعد أن أعلنت أنها تدرس جميع الخيارات”.

وأضاف أن الحروب تتطلب الاستعداد لأسوأ الاحتمالات، كما أن هناك اعتبارات عليا لدى القيادة الروسية في مقدمتها حماية القوات والمواقع الروسية في سوريا، ولا سيما مع انعدام الضمانات بعدم تكرار حادثة إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية بنيران تركية، أو تكرار حادثة ضرب مواقع الجيش السوري من قبل الطيران الأميركي.

وأضاف أن إدخال منظومات الصواريخ للخدمة في سوريا لن يغير بشكل فعلي في موازين القوى القائمة، ذلك لأنها منظومات دفاعية، لكنها في الوقت نفسه ترسل رسائل طمأنة لحلفاء روسيا في دمشق، ورسائل تحذير للجانب الأميركي عملا بمبدأ “إذا أردت تجنب الحرب فعليك الاستعداد لها جيدا”.

 

عن نايا أحمد

انظر ايضا

إعلامي مقرب من نظام الأسد: النظام يعيش وضعاً خطـ.ـراً.. وخروجه من هذه الأزمة يستلزم “معـ.جزة”!

أكد الإعلامي اللبناني “سامي كليب” أن نظام الأسد يمرّ بمأزق صعب، ويعيش لحظات مفصلية لا …

أميركا: سنعاقب الأسد ويجب أن يرى العالم العدالة تتحقق.. روسيا: نحذركم من تداعيات خطيرة

قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الإثنين 9 أبريل/نيسان 2018، إن الولايات …

ترامب يلغي برنامج تسليح المعارضة السورية وغراهام يعتبرها استسلام للأسد وروسيا وإيران

ترامب يلغي برنامج تسليح المعارضة السورية وغراهام يعتبرها استسلام للأسد وروسيا وإيران

ﻛﺸﻔﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻗﺮﺭ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ …