قبلت دول لجوءهم ورفضت تركيا منحهم إذن سفر.. سوريون في مواجهة البيروقراطية بالرغم ان لديهم وثيقة الإقامة في السويد، لا تسمح له تركيا بالخروج

لم تسمح السلطات التركية مؤخرًا بخروج عدد من السوريين المؤهلين من أراضيها إلى الدول الغربية على الرغم من حصولهم على الموافقة اللازمة من تلك الدول بواسطة الأمم المتحدة، وهو أمر بات يُثير شكوى هذه الفئة من السوريين لعدم تمكنهم من إيجاد عمل مناسب بتخصصاتهم في المدن التركية والصعوبات البيروقراطية التي يعانون منها.

وفي هذا السياق، نشر موقع “الجزيرة ترك” تقريرًا للصحفية التركية “سمية أرتكين”، يتضمن مقابلات مع بعض العائلات السورية التي تعاني عدم سماح السلطات التركية لها بالخروج إلى دول أخرى بسبب مؤهلاتها العلمية، فضلا عن المشاكل التي تواجهها في تركيا بخصوص تأمين متطلبات الحياة والحصول على وظائف جيدة تضمن لها حقوقها.

[AdSense-A]

“مياد. ك”، لاجئة سورية تبلغ من العمر 50 عاما، لجأت مع زوجها وأولادها إلى تركيا قادمة من العاصمة السورية دمشق قبل 3 أعوام، وتعيش والدتها ووالدها وأخواتها وجميع أفراد عائلة زوجها في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظمهم يملكون الجنسية الأمريكية.

تقدمت “مياد” وعائلتها بطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة بواسطة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2014، وحصلوا على الموافقة في شباط/ فبراير من عام 2016. تقول مياد إنها سعيدة جدًا لأنها ستلتقي ببقية أفراد عائلتها المقيمين في ولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ أعوام.
وتقول “مياد”: “هربنا من الحرب في سوريا ولجأنا إلى تركيا، ونحن ممتنون كثيرًا للحكومة التركية لاستضافتها لنا، ولكن الحياة هنا صعبة ومكلفة جدًا، وليس لدينا أحد من أقربائنا لأن معظمهم يعيش في الولايات المتحدة. وعندما وافقت المفوضية على طلبنا اللجوء فرحنا كثيرا لأننا سنلتقي بهم بعد أعوام”.

لم تكتمل فرحة العائلة السورية، لأن انتقالهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية يتطلب موافقة من السلطات التركية، إلا أن الأخيرة لم تمنحهم تلك الموافقة منذ عدة أشهر…

تضيف “مياد”: “سألنا المفوضية عدة مرات عن سبب ذلك، فقالت إن هناك أكثر من ألف شخص يعانون من الحالة نفسها، وإن تركيا لا ترغب بإرسال السوريين المتعلمين إلى خارج أراضيها. أنا تخرجت من قسم اللغة الإنجيلزية، وزوجي متخرج من قسم الكهرباء…”.

[AdSense-B]

وبحسب مياد، فإن الدولة التركية تريد بقاء العائلة في تركيا، ولكنها في الوقت نفسه تقبل شهاداتهم الجامعية، ولا توفر لهم وظائف مناسبة. وتضيف: “لدينا أقاربنا في الولايات المتحدة، ويمكننا الحصول على الوظيفة المناسبة بسهولة هناك، ولكن تركيا لا تسمح لنا بالذهاب هذه المرة، لقد بقينا معلّقين”.

تخشى مياد من عدم رؤية والدها ووالدتها المرضى وكبار السن مرة أخرى، وتقول: “والدتي ووالدي مرضى ومسنون، ولم ألتقي بهم منذ خمس سنوات. يبلغ والدي من العمر 94 عامًا، وهو في حالة حرجة إذ يخضع للعلاج في المستشفى. وأخي الطبيب بفضل مهنته يهتم به هناك، لكنني أخاف من عدم رؤيته للمرة الأخيرة، لذلك أناشد الحكومة التركية أن تسمح لنا بالسفر في أقرب وقت”.

تعمل مياد معلمةً في مدرسة مؤقتة خاصة للسوريين بمنطقة أسنلار في مدينة إسطنبول. وزوجها البالغ من العمر 60 عاما عاطل عن العمل بسبب عدم تمكنه من العثور على وظيفة مناسبة.

حقائب سفر العائلة جاهزة منذ اليوم الذي تلقت فيه قبول طلب اللجوء، وفي أياديهم وثيقة موافقة المفوضية السامية والجنسية الأمريكية… وهي تنتظر بفارغ الصبر والأمل ذلك اليوم الذي ستجتمع فيه أركان العائلة كلها في الولايات المتحدة…

عائلة “مياد”، ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الحالة، حيث أن عائلة “مصطفى” هي أيضا من بين تلك العائلات السورية التي حصلت على موافقة السلطات الأمريكية بواسطة المفوضية السامية، ورفضت التقاط صور لها لأسباب أمنية…

مصطفى البالغ من العمر 50 عاما وزوجته لم يتخرجوا من الجامعة، و لكن ابنهم متخرج من الجامعة. ولم يتمكن أي من أفراد العائلة من الحصول على تأشيرة السفر بسبب وضع إجراءاتهم كلهم في ملف واحد. لا يعرفون أين سيذهبون وممن سيطلبون مساعدة. يناشد مصطفى الحكومة التركية لكي تسمع اصواتهم، وتمنحهم الموافقة على السفر…

ويقول مصطفى: “أعاني من ألم في الظهر، وأجد صعوبة في المشي لذلك استخدم العصا، وأنا بحاجة إلى عملية جراحية. أنا عاجز عن العمل بسبب مرضي لذلك يضطر ابني الأكبر وابنتي التي تبلغ من العمر 14 عاما إلى العمل لتأمين مستلزمات الحياة، إلا أن هذا الوضع يحزنني جدًا. ويمكن لابنتي أن تذهب إلى المدرسة إذا وصلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكننا أن نعيش حياة أفضل هناك. أريد من تركيا أن تسمح لنا بالذهاب”.

الزوجان “فدوى” و”عمر” هما أيضًا من العائلات التي حصلت على موافقة اللجوء من الولايات المتحدة الأمريكية لكنها تعاني صعوبة في الحصول على موافقة السفر من السلطات التركية…
تخرجت “فدوى” من جامعة دمشق بقسم تاريخ الفلسفة، وكانت تعمل موظفة حكومية في سوريا. وزوجها “عمر” المتخرج من قسم علم الاجتماع كان أكاديميًا في جامعة دمشق. ولكنه يقوم حاليا بأعمال مختلفة في تركيا لعدم تمكنه من الحصول على وظيفة مناسبة لمهنته، حيث يعمل أحيانا في البقاليات وأحيانا في الأسواق الشعبية…

لدى “عمر” و”فدوى” ثلاث أولاد، ولا يكفي دخلهم الحالي لتأمين مسلتزمات العيش. تقول “فدوى” إنهم فرحوا جدًا عندما وافقت المفوضية السامية على طلب لجوءهم إلى الولايات المتحدة، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل عند رفض السلطات التركية منحهم موافقة السفر.

[AdSense-C]

وتضيف فدوى: “نحن جهزنا أنفسنا، وكنّا سعداء جدًا، وعندما علمنا أن تركيا لا تعطي الإذن بالسفر تعرضنا لصدمة كبيرة، وأصبحت ابنتي في حالة سيئة للغاية لأنها كانت لديها أحلام بشأن مستقبلها. والظروف في تركيا لا تسمح لنا بتحقيق هذه الأحلام. أصيب جميع أفراد العائلة بالكآبة. نريد من الحكومة التركية أن تسمح لنا بالذهاب”.

“محمد منتصر” البالغ من العمر 30 عاما، طبيب بيطري، وافقت المفوضية السامية على طلب لجوئه إلى السويد قبل عام ونصف، ويقول إن الاجراءات في البلدان الأوروبية تختلف عن الولايات المتحدة قليلا.

سافرت عائلة محمد الى السويد بسبب وضع إجراءات أفراد العائلة في ملفات مختلفة، وبقي وحده في تركيا. وعلى الرغم من أن لديه وثيقة الإقامة في السويد، لا تسمح له تركيا بالخروج. ولا يستطيع إيجاد وظيفة مناسبة في تركيا في مهنة البيطرة، ويحاول العيش من خلال القيام بأعمال مختلفة، وحلمه الوحيد هو أن يلتقي مع عائلته في أقرب وقت…

[AdSense-A]

يقول محمد: “هربنا من الحرب في سوريا، وعانينا أيامًا صعبة جدًا، وتشتت عائلتنا بعد أمل بالبقاء. أنا لا أستطيع أن أقوم بعملي هنا بالفعل، ولا أفهم لماذا لا يسمحون لي بالخروج. أريد أن أسافر إلى جانب عائلتي في أقرب الوقت”.
ترك برس

عن شباب بوست

انظر ايضا

الوجود السوري في تركيا.. وقود صراع سياسي مجهول النتائج

مثلت جولة الإعادة للانتخابات البلدية في اسطنبول، نهاية الشهر الماضي، الحلقة الأحدث ضمن التطورات السياسية …

هل خسر العرب تركيا لصالح إيران؟

الباحث مهند الكاطع تشهد منطقة الشرق الأوسط عموماً، ودول المجال العربي على وجه الخصوص، تحديّات …

قيادي كردي: الدول لن تضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل “ب ي د”

قيادي كردي: الدول لن تضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل “ب ي د” اعتبر القيادي …