يوميات الجحيم في حلب.. "يوسف" ينتظر الموت أو الإصابة كباقي إخوته والجيران

يوميات الجحيم في حلب.. “يوسف” ينتظر الموت أو الإصابة كباقي إخوته والجيران

ينتظر المدنيون في مدينة حلب الموت الحتمي أو الإصابة من شدة القصف الجوي المكثف والمتواصل من قبل طائرات النظامين السوري والروسي الذي يستهدف الأحياء المأهولة بالسكان.
قصص مروعة يرويها الأهالي عن الحالة التي يعيشونها، والكلمات لا تصف جزءاً من ما يتعرضون له من محرقة وإبادة جماعية في انتهاك للميثاق الدولي وارتكاب جرائم حرب باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة.
“أستيقظ وأنام على أصوات الغارات الجوية المكثفة ولا أملك إلا أن أنتظر مصيري المحتم تحت الركام أو الإصابة بشظايا القنابل والصواريخ التي أشاهدها تهطل يومياً حولي في مدينة حلب، وتؤدي إلى قتل وإصابة العشرات من جيراني وأبناء مدينتي دون أن تستثني أحدا”، هكذا بدأ “يوسف خوجة” حديثه لـ”زمان الوصل” مضيفاً: “لا يوجد لدينا خيارات السفر بسبب محاصرة قوات النظام لحلب، وأعتقد أن هذه الوحشية من القصف لتهجير من تبقى من الأهالي بعد أن غادر المدينة نحو مليوني شخص خلال السنوات الـ3 الماضية، وبسبب استخدام الطيران الصواريخ الخارقة المدمرة للملاجئ مؤخراً لم يعد يوجد مكان آمن داخل المدينة ألتجئ إليه مع زوجتي وأطفالي الثلاثة لنحتمي من القصف الهمجي غير المسبوق”.
ويتابع الشاب الحلبي “تارة ننزل إلى قبو المبنى الذي نسكنه في حي الكلاسة، وتارة نصعد إلى المنزل مع تغير لون وجه أطفالي مع كل غارة جوية، وكل قصف يستهدف محيطنا تقف قلوبنا دون أن نعرف متى ستستهدفنا تلك الغارات كما تستهدف كل أحياء حلب الشرقية دون استثناء”.
وفي سؤال كيف تدبرون أموركم المعيشية قال “خوجة”: “نعيش حالياً على ما تقدمه الجمعيات الإغاثية لنا من معكرونة وعدس وبرغل ورز بمقدار وجبة واحدة يومياً، ولم نعد نفكر بالطعام والشراب ولا بانقطاع الكهرباء وفقدان المحروقات مع اقتراب فصل الشتاء، فكابوس الموت بات يراودنا ليلاً نهاراً وأطفالي يستيقظون من نومهم على كابوس، مرعوبين من أصوات الغارات الجوية التي لا تغادر أحياء مدينة حلب على مدار الساعة لليوم العاشر على التوالي”.
وتحدث “خوجة” الذي كان يعمل خياطاً قائلا “عبأت نفسي بالشجاعة وحاولت أن أتجنب الخوف من الغارات الجوية المكثفة ونزلت من منزلي مستودعاً أسرتي متجهاً لجلب مستلزمات ضرورية، وما إن بدأت في المسير رأيت الشوارع فارغة من سكانه ومعالم حي الكلاسة قد تغيرت من شدة الدمار، وسيارات الإسعاف تهرع إلى مكان غارة قصفت قبل دقائق.. ركضت إلى مكان القصف وإذا بأشلاء الضحايا متناثرة، قدم هنا ورأس هناك، ورجل يصرخ يا الله وامرأة مسنة تبكي بشدة من روع الحادثة، وفرق الدفاع المدني تزيل الركام بحثاً عن سكان المبنى الذي كان مؤلفاً من 4 طوابق قبل أن ينهار فوق ساكنيه، فعدت إلى منزلي دون جلب شيء مرتجفاً من الخوف وصور الموت تلاحقني دون أن أعرف مصيري ومصير أطفالي ذوي الـ9 أعوام و7 أعوام وعامين”.
وختم “خوجة” لـ”زمان الوصل” قصته المستمرة في الألم: “لم نكن نعلم كسوريين أن مطالبتنا بالحرية والعيش بكرامة في وطننا من خلال الثورة الشعبية التي بدأت سلمياً على مدى أشهر عام 2011 سيكلفنا كل تلك الفاتورة من الدماء والدمار لكل شيء، ولم نكن نتوقع أبداً بأن حكومات العالم الكبرى لاسيما روسيا ستدافع بشراسة عن الجزار والمجرم بشار أسد تحت ذرائع مختلفة وترتكب كل تلك الجرائم وتسيل أنهاراً من الدماء لمنعنا من حقنا بالعيش في دولة مؤسسات وعدالة اجتماعية”.
وشن النظام وحلفاؤه الروس على أحياء مدينة حلب خلال الأيام الـ10 الأخير أكثر من 1900 غارة بمعدل 4 صواريخ أو قنابل تتنوع بين العنقودية أو الارتجاجية أو الفراغية أو الفوسفورية وغيرها بالغارة الواحدة.
ووفق كوادر طبية قتلت الغارات أكثر من 440 مدنيا بينهم قرابة 100 طفل، وأصيب نحو 2000 مدني بحالات متفاوتة بينها خطيرة قد يموت أصحابها لاحقاً، والكثير منهم بترت أقدامهم أو أذرعهم في ظل الضغط على الكوادر الطبية القليلة في المدينة التي لا تهدأ أثناء مواصلة عملها لإسعاف المصابين.

 

عن شباب بوست

انظر ايضا

حدث في حلب… ذئبٌ بشريٌّ يعتدي جنسياً على طفليه ويكوي ابنته بالزيت

بالرّغم من الانتشار الكبير للجرائم على نحوٍ غير مسبوق في مدينة حلب بعد فرض النظام …

أردوغان: إن لم تخرج "pyd" من منبج فسنقوم بما يلزم

“ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﺛﻼﺙ ﻗﺮﻯ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﺜﺂ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ”

“ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﺛﻼﺙ ﻗﺮﻯ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﺜﺂ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺘﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ” ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ …

موسكو تنشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في حلب

موسكو تنشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في حلب

نشرت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية مساء الخميس لضمان الامن في حلب التي بات الجيش …