ترامب يلتقي السيسي، لكن لن تستغرب من ما حدث بعد لقائهما - ترجمة السوري الجديد

ترامب يلتقي السيسي، لكن لن تستغرب من ما حدث بعد لقائهما

بالرغم من أن “دونالد ترامب” لا يملك الكثير ليمتدح به أشخاصاً في الشرق الأوسط، إلا أنه أمضى العام والنصف المنصرم بالاحتفاء بإحدى الشخصيات على وجه الخصوص، ألا وهو الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”.

وكان الزعيم المصري وهو ضابط سابق في الجيش قد تسلم السلطة بعد انقلاب عسكري  عام 2013، وشرع بتعزيز قبضته عبر حملة قاسية من القمع والرقابة والاعتقال والإخفاء القسري. ويُعتقَدُ أيضاً أن “السيسي” اعتلى الحكم فوق جثث المئات أو ربما الآلاف ممن قتلهم من الإسلاميين المشتبه بهم الذين دعموا ” محمد مرسي” وهو الرئيس المخلوع والذي انتُخِبَ ديمقراطياً.

ورغم هذا، أضحى السيسي بالنسبة لترامب وغيره من كبار السياسيين الجمهوريين، أنموذجاً للحليف القوي، كيف لا وهو عسكري يُعرَفُ بحزمه في محاربة الإرهاب ومعارضته الشديدة للإسلام السياسي.

 

في أغسطس/ آب الماضي، أشاد ترامب بالسيسي واصفاً إياه بالرجل الذي” يعي فِكر الموت الذي يجب اجتثاثه”.

ومساء الاثنين، اجتمع “ترامب” بالرئيس المصري في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ثاني لقاء له مع زعيم دولة أجنبية كمرشح للرئاسة، حيث كان لقائه الأول عندما سافر إلى العاصمة المكسيكية للقاء الرئيس” إنريكي بينا نيتو”، في حيلة دعائية يبدو أنها قد جاءت بنتائج عكسية على الرئيس المكسيكي.

كما اجتمع “السيسي” مع  ” هيلاري كلينتون” منافسة “ترامب” في سباق الرئاسة، ووفقاً لأحد مساعديها، فقد شددت المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة خلال اللقء على أهمية احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان”.

وحتى وإن بدا “ترامب” أقل قلقاً، إلا أنه يتباكى على الانتفاضة الديمقراطية التي هزت مصر عام 2011 و أفضت لرحيل الديكتاتور “حسني مبارك” عن الحكم. وبعد الاجتماعات مع السيسي، أصدرت حملة المرشح الجمهوري  بياناً متقداً.

 

وعَبَرَ “ترامب” للرئيس المصري عن دعمه المطلق لمصر في حربها على الإرهاب، وكيف أنه في ظل إدارته المستقبلية ستصبح الولايات المتحدة الأمريكية صديقاً مخلصاً -وليس مجرد حليف- يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال الأيام والسنوات المقبلة.

وغابت عن نص اللقاء مصطلحات مثل “الديمقراطية” و” حقوق الإنسان” و “سيادة القانون” ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًاً. لطالما كان “ترامب” واضحاً باحتفاله بالأقوياء والقيادة الصارمة، بغض النظر عن مدى إشكالية حكمهم.

ويَدَعي المرشح الجمهوري بصلة قرابة تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعمه لحملات السيسي القمعية وحتى أنه نصح مؤسسة “واشنطن” بكبح انتقادها لحملات التطهير الواسعة النطاق والتي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب الانقلاب الفاشل هذا الصيف.

أغضب هذا شخصيات قيادية للسياسة الخارجية في مؤسسة “واشنطن”. وجاء في نص رسالة تم تداولها يوم الجمعة الماضي  ووقع عليها زمرة من كبار خبراء الشرق الأوسط ما يلي: منذ توليه السلطة عن طريق انقلاب عسكري قبل ثلاث سنوات والرئيس السيسي يشرف ليس فقط على التغيير الجذري للتحول الديمقراطي في مصر، بل أيضاً على انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان، وليس من مصلحتنا تَبَنيهِ، بل يجب استخدام نفوذنا بهدف الضغط من أجل حصول تغيير مفيد في مصر”.

وتتابع الرسالة مخاطبة كِلا المرشحين للرئاسة الأمريكية: “إن اجتماعاتكم بالسيسي خلال لقاءات الجمعية العمومية للأمم المتحدة،  سَيُفهَمُ في مصر وحول العالم كما لو أنه تَبني لهذا الرجل. إن الاجتماع به هو قرار سياسي  ينبغي تأجيله إلى وقت لاحق بعد الكثير من الدراسة وتقييم السياسة الأمريكية تجاه مصر . لذلك فإننا نحثكم وبقوة على تعديل الجدول الزمني الخاص بكم”. لكن هذا التعديل لم يرَ النور.

 

وخلال آخر خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، قدم الرئيس أوباما دفاعاً عن النظام التحرري العالمي وهاجم “الديماغوجيين” كما تطرق لحقوق الإنسان والمجتمع المدني والهيئات القضائية المستقلة وسيادة القانون ” وجميعها تبدو تحت تهديد حقيقي في مصر السيسي حالياً.

وقال أوباما: “يبدو  الآن أن هناك صراعاَ متزايداً بين الاستبداد والتحرر، وأريد أن يفهم الجميع أني لست محايداً فيه”. وليس من الواضح بعد إذا ما سيكون موقف” ترامب”  من هذه المسألة مشابه لِسَلَفِهِ أم لا. 

عن شباب بوست

انظر ايضا

روسيا اليوم بشار يختفي و اردوغان يتقدم على بوتين!

روسيا اليوم بشار يختفي و اردوغان يتقدم على بوتين!

تقوم قناة روسيا اليوم  القناة الرسمية  الناطقة بالعربية لروسيا الفدرالية, و التي تحاول في جميع …

واشنطن: ندرس الإمكانيات المتاحة بما فيها العسكرية ضد دمشق

واشنطن: ندرس الإمكانيات المتاحة بما فيها العسكرية ضد دمشق

أعلنت واشنطن الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول، أنها تدرس جميع الخيارات المتاحة بشأن تسوية الأزمة في …

بوتين يحرق حلب ويحشر أوباما في الزاوية والشعب السوري يدفع الثمن

بوتين يحرق حلب ويحشر أوباما في الزاوية والشعب السوري يدفع الثمن

محمود عثمان – خاص ترك برس بينما يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مغادرة البيت …

اترك تعليقاً