بعد فرض اللغة الكردية.. “قسد” تفرض مناهج نظام الأسد

أصدرت مديرية المجمع التربوي في منطقة منبج، تعميماً يتضمّن التعليمات التنفيذية لافتتاح المدارس في منبج وريفها، الواقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

أثار التعميم حفيظة شريحة واسعة من الناس، ممن اعتبروا أنّ هذا التعميم الذي كلّف بموجبه مدير المجمع التربوي المكلّف من قبل مديرية تربية النظام السوري، بتنفيذ بنوده، يعيد المدينة إلى المربع الأول، ويؤّكد أن “قسد” ما هي إلا الذراع الكردية للنظام السوري، كون قراراتها تتطابق تماماً مع قرارات النظام، بل إنها تشرف على تطبيق تعليمات الأخير في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقد نص التعميم الموقع من قبل مشرف المجمع التربوي على عدة بنود، بينها اعتماد “مناهج الجمهورية العربية السورية”، الموضوعة من قبل وزارة تربية النظام السوري، والبند التالي أن “يكون المدرّسون من ملاك وزارة التربية فقط”، ما يعني حرمان المدرّسين المفصولين من الخدمة، نتيجة لمعارضتهم النظام، من فرصة العودة إلى عملهم.
حول تبعات هذا التعميم، يقول “علي إبراهيم الحسن” مدير مدرسة “أبو كهف” بمنبج سابقاً: “لقد تم توقيفي في الشهر الرابع 2012، وفصلت بعدها من التربية”، موضحاً أنه”هناك العشرات من المفصولين من سلك التعليم، أو ممن تمّ إيقاف رواتبهم بسبب مواقفهم من الثورة والنظام، كونهم أيدوا ثورة الحرية والكرامة، ولو بالرأي أحياناً”، ويبيّن “الحسن” أنّه بخصوص قرار المجمع التربوي التابع للنظام، بافتتاح المدارس في منطقة منبج الخاضعة لسيطرة (قسد) فهو يدل على “تعاون بين قسد والنظام”من جهة، ومن جهة ثانية فهو “يعيد أبناءنا لدراسة منهاج النظام المليء بالأفكار المنافية لقيم الحرية والمساواة، والذي يكرس هيمنة الحزب الواحد والقائد الأوحد”، ومن جهة ثالثة فهو “مجحف بحق المعلمين الذين فصلوا أو قطعت رواتبهم لأسباب أمنية أو سياسية، فهم سيبقون خارج العملية التعليمية التي أمضوا فيها سنوات، ويملكون الكثير من الخبرات والإمكانات”.

من جهته، يرى “محمد الحسون”،معلم صف في مدرسة “غرة صفير” للتعليم الأساسي أن وضع المناهج في منبج وريفها، تحديداً المناطق الواقعة تحت سيطرة (قسد)، بحدّ ذاته لا يبشر بالخير، فمن ناحية، “هنالك توجّه نحو اتّباع سياسة التكريد، وهذه سابقة خطيرة من خلال إجبار المعلمين  على حضور دورات تعلم اللغة الكردية، وإدخال مادة اللغة الكردية في المدارس، وإجبار الطلاب على تعلمها”، والمشكلة الأخرى تكمن في “تدريس مواد، تكرس سياسة (القائد الخالد)، وتنافي طموحات الشعب السوري في نيل حريته”، ويؤكّد “الحسون” على أنّ”قسد دمّرت 90% من المدارس، من خلال إعطاء الإحداثيات لطيران التحالف” لافتاً إلى أنّ “من يدمّر المدارس، ويجرف البيوت، ويهجر الناس، هو لا يريد الخير لأبناء منبج ممن بقي تحت رحمة السلطة القسدية”.

فيما يرى المتحدّث الرسمي لمجلس أمناء الثورة في منبج وريفها، مصطفى أبو عمر، أن “التعميم في رأي مجلس أمناء الثورة يشكّل خدمة مجانية للنظام أولاً، ويكرس سلطته عبر مشروع الحلم الكردي بقيادة وحدات الحماية الكردية”، موضحاً أن هذا النهج “لا يخدم أبناءنا الذين خرجوا من عباءة النظام الظالم المتغطرس، والذي أفاد الكثير من مرتزقته الشيعة، وترك المدن والمناطق التي يسكنها العرب السنة” وأنّ “هذا المشروع يخدم النظام في حكمه الاستبدادي القمعي، ومن ثم يخدم الحزب الانفصالي في مشروعه ضدّ أبنائنا العرب السنة، من خلال تقطيع أوصال المناطق العربية، وتطبيق مشاريعهم التي تعيدهم إلى حكم ظالم باسم الديمقراطية المزيفة، وهذا ما لاحظناه في تهجير سكان عشرات المدن والبلدات والقرى العربية .” وشدّد المتحدّث الرسمي لمجلس أمناء الثورة في منبج وريفها، على رأيه قائلاً: ” نحن نعلم الكثير من الإخوة الكرد الذين ما زالوا تحت سيطرتهم في مدينتي عين العرب وتل أبيض، ويعانون من تسلط هذا الحزب الانفصالي، والذي لا يخدم سوى مشروعه ومطامعه في السيطرة لا أكثر”.

في السياق ذاته أوضح “أبو عمر” أنّ “أغلب الكرد المتواجدين في المناطق التي ذكرتها سابقاً يعانون الكثير من مسألة اللغة الكردية التي فرضت عليهم، كونهم لم يسبق لهم أن درسوها في المناهج الدراسية السابقة، وهم أصلاً يحلمون بالتحرير من العبودية التي عاشوها من خلال حكم النظام السوري، ومن ثم سلطة الحزب الذي فرضها عليهم بالقوة “.

تبقى العملية التعليمية واحدة من جملة التحدّيات التي تواجه مستقبل سوريا، مع تنامي ظاهرة المشاريع الانفصالية، التي تبدأ بتكريس أجنداتها من خلال السيطرة على لعملية التعليمية، بغية خلق جيل مدجّن يلتزم بما يُملى عليه من مفاهيم.

 المصدر: شيكة بلدي نيوز

عن شباب بوست

انظر ايضا

منهاج الإدارة الذاتية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD

اليكم نسخ كاملة من الكتب اللتي تستخدم في مناهج التعليم التابعة للمناطق اللتي يسيطر عليها …

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي شرق الفرات

قُسّمت الدراسة إلى ثمانية فصول، بدأت بالجوانب النظرية ثم انتقلت إلى الواقع العملي للكيان الانفصالي الذي أقامه حزب الاتحاد الديمقراطي شرقي الفرات، وانتهت بالتصور الممكن لسيناريوهات الحلّ.

وجه جديد للحياة في دير الزور: حول دير الزور ودور العشائر (مقال رأي)

عبدالله الغضوي (كاتب سوري): مركز السياسات الدولية بالفعل كان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الحجرة في …

اترك تعليقاً