ا‎لاتحاد الديموقراطي” الكردي.. قائد للدولة والمجتمع

اعترضت قوات “الأسايش”، الذراع الأمني لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، الإثنين، موكب تشييع لجثمان حبيب قدري محمد، أحد مقاتلي قوات “بيشمركة روج”، على طريق المالكية–القامشلي، قادماً من إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.

و”بيشمركة روج” هي الجناح العسكري لـ”المجلس الوطني الكردي” المنضم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ويتألف قوام “بيشمركة روج” من 10 إلى 15 آلاف مقاتل كردي سوري معظمهم من المنشقين عن قوات النظام، ويتلقى الدعم والتدريب من “وزارة البيشمركة” في إقليم كردستان، ويشارك مع قوات بيشمركة الإقليم في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

بوصول جثمان قدري، الذي قُتِلَ الأحد في اشتباكات جرت مؤخراً على محور الخازر جنوبي الموصل بين البيشمركة و”داعش”، يكون عدد ضحايا “بيشمركة روج” في العمليات القتالية ضد التنظيم قد وصل إلى 39 قتيلاً، نُقلت جثامين معظمهم إلى الأراضي السورية. وهذه هي المرة الأولى التي تعترض قوات “الأسايش” موكب تشييع لجنازة مقاتل من “بيشمركة روج”، فمنعت مروره عبر حواجز سيطرتها، ليقوم المشيعون بعبور الحواجز من بلدة معبدة إلى بلدة الجوادية، مشياً على الأقدام، قبل أن يسلك الموكب طريقاً ترابياً متوجهاً إلى القامشلي. رحلة الموكب استغرقت أكثر من تسع ساعات، لعبور مسافة يفترض ألا تستغرق أكثر من ساعتين.

قوات “الأسايش” لم تكتف بذلك، بل اعتقلت عدداً من النشطاء الإعلاميين الذين قاموا بتغطية الموكب، بالإضافة إلى أغلب القيادات السياسية لـ”المجلس الوطني الكردي” التي رافقت الموكب، سواء أثناء التشييع أو بعد عودتهم إلى منازلهم. ومن أبرز المُعتقلين سكرتير “المكتب السياسي” للحزب “الديموقراطي الكردستاني–سوريا” محمد اسماعيل، وعضو “المكتب السياسي” نائب سكرتير حزب “يكيتي الكردي” حسن صالح.

القيادي في “الديموقراطي الكردستاني–سوريا” عبد الكريم محمد، أكد لـ”المدن” أن قوات “الأسايش” قامت باعتقال أغلب القيادات الكردية في القامشلي والمالكية، موضحاً بأن هذه الممارسات من قبل “الاتحاد الديموقراطي”، هي نتيجة فشله السياسي على المستويين الداخلي والخارجي.

وأوضح محمد، أن معركة منبج كشفت بأن “الاتحاد الديموقراطي” أصبح أداة دولية وإقليمية، ورّطت الدم الكردي، في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، مؤكداً أن “الاتحاد الديموقراطي” من خلال ممارساته تلك، يسعى للهرب من أزماته الداخلية، وهو الذي يعاني في الآونة الأخيرة من عدم تجاوب جماهيره معه، في الحروب التي يخوضها في منبج و الباب وغيرهما.

معركة منبج التي استمرت أكثر من شهرين، وفقد فيها “الاتحاد الديموقراطي” أكثر من 1000 مقاتل بحسب أرقام “الاتحاد الديمقراطي” الرسمية، خلقت أزمة داخلية في الحزب، وأثارت استياءً عاماً لدى جماهيره. ويحاول “الاتحاد الديموقراطي” الهرب من تلك الأزمة، عبر التوجه إلى خلق صراع مع معارضيه، بدأه قبل أيام، بإصدار بيان دعا فيه إلى محاكمة “المجلس الوطني الكردي” بتهمة الخيانة.

بعد ذلك، تهجّم عناصر “الإتحاد” على مكاتب “المجلس الوطني الكردي” في القامشلي ورأس العين، وألحقوا أضراراً بها، وكتبوا عبارات تخوين بحق المجلس وأعضائه، وبحق الشعارات والأعلام الكردية على جدران تلك المكاتب.

“الاتحاد الديموقراطي” قام أيضاً باعتقال رئيس “المجلس الوطني الكردي” ابراهيم برو، مساء السبت، ونفاه إلى إقليم كردستان، مهدداً إياه بتقطيع جسده إن حاول العودة، بحسب تصريحات برو إلى “فضائية كردستان 24”. برو أكد أن ذلك لن يثنيه عن العودة.

وحاول “المجلس الوطني الكردي” مواجهة التصعيد الذي قام به “الاتحاد الديموقراطي” بالأساليب النضالية السلمية، فاعتصم المئات بعد اعتقال رئيس المجلس، أمام مكتبه في القامشلي، منددين بنفي برو، وممارسات “الأسايش” بحق معارضي “الاتحاد الديموقراطي”.

“الاتحاد الديموقراطي” عاد وصعّد من ممارساته القمعية، فأصدر قراراً، الإثنين، يمنع بموجبه وسائل الإعلام من تغطية أي نشاط سياسي يقوم به “المجلس الوطني الكردي” أو أي جهة سياسية تعارض سياساته، تحت مسمى “منع تغطية أي نشاط سياسي غير مرخص”. وقامت “الأسايش” باعتقال مدير تحرير صحيفة “بوير” المحلية مع عدد من النشطاء، بعد تغطيتهم موكب تشييع جنازة حبيب قدري محمد.

قرار “الاتحاد الديموقراطي” قرأه الإعلاميون الأكراد، بأنه تطور في انتاج “البعث الكردي”، وقال مدير تحرير موقع “آرانيوز” مجيد محمد، في تعليق في مواقع التواصل الإجتماعي، بالقول إن “حزب الاتحاد الديموقراطي قائد للدولة والمجتمع”، في إشارة إلى التوصيف الشهير لحزب “البعث العربي الإشتراكي”. فيما تساءل الصحافي آلان حسن، “إن كانت التفجيرات التي تحصل في منطقة الجزيرة مرخصة أم غير مرخصة”.

من جهته، أوضح نقيب صحافيي كردستان سوريا عمر كوجري، لـ”المدن”، بأن الاستبداد والشمولية من صلب سياسات “الاتحاد الديموقراطي” التي لا تتقبل الرأي الآخر. وأكد كوجري، أن سجل “الاتحاد” حافل بالانتهاكات بحق الإعلاميين، سواء بالسجن أو الضرب أو بالنفي.

وأشار كوجري إلى أن السياسة الداخلية لـ”الاتحاد الديموقراطي” سواء مع معارضيه أو مع المؤسسات الإعلامية في مناطق سيطرته، تتناسب عكساً مع تحسن علاقاته الدولية؛ فكلما حقق تقدماً عسكرياً أو ديبلوماسياً خارجياً، كثرت أدواته القمعية. وأضاف بأن أي نجاح سياسي لـ”الاتحاد الديموقراطي” على مستوى الاعتراف الإقليمي أو الدولي بـ”الإدارة الذاتية” التابعة له، ستكون نتيجته تعليق مشانق المعارضين في شوارع القامشلي.

“المجلس الوطني الكردي” يحاول الوقوف في وجه سياسات “الاتحاد الديموقراطي” بحقه، فدعا جماهيره إلى تظاهرة عصر الثلاثاء في مدينة القامشلي، للتنديد بممارسات “الاتحاد الديموقراطي”. ويُرجح نشطاء، أن يتم التعامل مع المظاهرة، بمنطق التلويح بحرب أهلية، إذ سيُخرج “الاتحاد الديموقراطي” أنصاره في تظاهرة مضادة.

المصدر: المدن

عن شباب بوست

انظر ايضا

النظام يزود "العمال الكردستاني" بأطنان من الذخيرة ومناظير ليلية لمراقبة الحدود التركية

النظام يزود “العمال الكردستاني” بأطنان من الذخيرة ومناظير ليلية لمراقبة الحدود التركية

قررت “اللجنة الأمنية” التابعة للنظام في الحسكة، تزويد مسلحي حزب “العمال الكردستاني” (PKK) بـ 25 …

اترك تعليقاً