ثورتُنا والدّرسُ التّركي
ثورتُنا والدّرسُ التّركي

ثورتُنا والدّرسُ التّركي…بقلم عبدالله النجّار

ثورتُنا والدّرسُ التّركي…بقلم عبدالله النجّار

دروسٌ كثيرةٌ سوف يستفيدُها الأتراكُ ممّا جرى مساء الجمعة 15تموز ، ليسَ أقلُها أنّتوحّدهم تحت علمٍ واحدٍ أفشلَ أكبرَ مؤامرةٍ على بلدهم ،كانت ستودي به إلى المحرقة.

المواطن التركي البسيط أيّاً كان انتماؤه ، وكذلك جارُه السّوري اللاجئ ، يستشعران بقوة حجم المؤامرة التي تتعرض لها البلاد ، ويدركان أيضاً أن المستهدف هو تركيا الشعب والوطن ، وأن المراد لها أن تتحول إلى سورية أخرى ، ويؤشران بوضوح على الأيادي القذرة التي تدفع باتّجاه ذلك.

المواطن الأعزل يمكن له أن يوقف زحف الدبابة عندما لايكونوحيداً ،هي معادلةٌ جديدة أبدعها الأتراك ، وأن إنقاذ الوطن بدون استخدام السلاح ، هي فكرةٌ جديدةٌ على عالمنا الشرقي المسلم ، وأن تمسكَ الأتراك بتجربةٍ عادلةٍ تعاملت على قدم المساواة مع كل مكونات الوطن ، هي من حمته ، مضافاً إليها شعورٌ بالعدالة والحرية ، وأملٌ في استكمالهما.

فماذا علينا أن نستفيد كسوريين مماجرى؟

لاشكّ اننا كجيران لتركيا سوف نتأثر بها مثلما تأثرت بنا ، وفي قادم الأيام علينا مجاراتها في التربية والتعليم والصحة والضمان الاجتماعي ، والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان أيضاً.

وأن نحوّل ذلك إلى قناعاتٍ نربط وجود الوطن وبقائه بنجاحها ، وتطوره وحمايته من الفتن والاضطرابات بترسّخها في الوجدان ، وأن يكون الضامن لكل ذلك هو الصندوق الانتخابي ، والانتخابات النزيهة ، والآلية الديمقراطية في الحكم.

شئنا أم أبينا فإن الآلية الديمقراطية هي التي جاءت بالتجربة الإسلامية إلى السلطة ،كما أن تمسك الأتراك بهذه الآلية هو من حمى هذه التجربة.

علاوة على ذلك فإن احترام حقوق الإنسان ، وحرية التعبير ، وانتقاد الحاكم ، ومكافحة مواطن الفساد ، كان له الدور الحاسم في خروج كل الأتراك إلى الميادين لحماية الشرعية ، بمختلف قومياتهم ومذاهبهم ، واتجاهاتهم السياسية.

على حدودنا تتشكل دولةٌ جديدة ، ليست تركيا التي نعرفها ، بجيشها واقتصادها وعلاقاتها القوية ،  إنما هي تركيا التي نزل شعبها إلى الشوارع ليذود عن حماه ، ويقتل المؤامرة في مهدها ، فأعلن ميلاد أمةٍ جديدة ، لها مايليق بها من مكانة ، ولها ماينتظرها من تحديات.

بالتأكيد لم تنته المؤامرة ضدّ تركيا ، إنما يمكن القول أن الجزء الأصعب قد انتهى ، بعد أن أثبتت تركيا صموداً جماهيرياً يستحقّ الاحترام.

فهل نكون جديرين بهذا الجارة ، فنستفيد من تجربتها في بناء بلدنا الجديد ، انطلاقاً من أننا بلدٌ صغير ، تبين أن له الكثير من الأعداء ، لايحميه من غدرهم إلا بنيانٌ مرصوصٌ تتكون لبناته من مجموع أفراده ، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ، على قاعدة الوطنية الصّرفة ، ومن دون أن نتخلى عن مبادئنا التي قامت الثورة لأجلها.

تحتاج سورية إلى عقلاء يتّفقون على أن الوطن هو الإنسان الذي لاقيمة للوطن بدونه ، فكرامته وحمايته و حريته وإنصافه ، هي كرامة وحماية وحرية وإنصاف الوطن بحد ذاته.

عن شباب بوست

انظر ايضا

جريمة بشعة ومقززة بتفاصيلها تهز أركان المجتمع في المناطق “المحررة” بالتزامن مع القصف الهمجي والوحشي

مؤيد اسكيف أ قدم شبان على اغتصاب وتعذيب وقتل المربية والآنسة سوزان ديركريكور من أهالي …

الوجود السوري في تركيا.. وقود صراع سياسي مجهول النتائج

مثلت جولة الإعادة للانتخابات البلدية في اسطنبول، نهاية الشهر الماضي، الحلقة الأحدث ضمن التطورات السياسية …

هل خسر العرب تركيا لصالح إيران؟

الباحث مهند الكاطع تشهد منطقة الشرق الأوسط عموماً، ودول المجال العربي على وجه الخصوص، تحديّات …

اترك تعليقاً