الشهابي في الجزيرة سنة 1929م ……. إضاءة تاريخية بقلم مهند الكاطع

بقلم: مهند الكاطع

 

زار الأمير مصطفى الشهابي الجزيرة سنة 1929م، وقد ألفى محاضرة حول رحلته هذه في شباط 1930م وثق خلالها عدة معلومات جميلة عن هذه الرحلة في نحو 18 صفحة.
ومن المعلومات التي يمكن ملاحظتها في سير الرحلة التالي:
1- يقول الشهابي: ” المسافة بين الدير والقامشلية على طريق قرية الصور 265 كم منها 175 بين الدير والحسكة” .
2- ” لواء دير الزور والفرات والجزيرة اراضي مترامية الاطراف، كانت ولاية من ولايات العرب … والجزيرة لها اسماء قديمة مشهورة منها ديار ربيعة وديار مضر.. خلصت الجزيرة للعرب إلى يومنا هذا إلا بعض القرى الشمالية الشقية حيث يقطن بعض العشائر الكردية، وإلا عدد كبيراً من القرى الواقعة شمالي سكة بغداد الحديدية فانها ظلت بيد الترك وهم جادون في تتريك سكانها تارة بالارغاب وطوراً بالارهاب”.image
3- مركز اللواء دير الزور وهي مدينة صغيرة على ضفة الفرات الغربية لا يزيد سكانها على 20 ألف نسمة، ويقسم اللواء إلى خمسة اقضية وهي الميادين والبوكمال والرقة والحسكة والقامشلية.
4 – في حديثه عن القرى يقول الشهابي : ” اما الخابور فأهم قراه من الجنوب إلى الشمال : البصيرة، الصور، الفدغمي، الشدادي، الحسكة، تل الرمان، المجدل ، رأس العين. وأهم قرى البليخ: خربة الرز وتل السمن والتل الأبيض . وفي ثضلاء القامشلية عدد كبير من القرى مثل القرمانية، وكرو، وعامودة، والعرادة، والتنوية وعشرات غيرها”
5- لا يزيد عدد نواعير الخابور على 150 ناعوة ، تسقي كل واحدة منها 200-300 دونم.

ودع الشهابي الجزيرة بأبيات نظمها وهو في طريق عودته بالسيارة فقال:

إطُرِ الجزيرة سكنها والدورا … الشاربين من الفرات نميرا
واستودع الله البليخ وأهله ……. فالمدَ فالهِرماسَ فالخابورا
كور بها للعرب اكبر دوحة …. رسخت في وجه الزمان عصورا
أن أقفرت جنباتها فرحابها … كانت تضيق حدائقاً وقصورا
أو أُطفئت أنوارُها فلطالما … سطعت تضيءُ الحالك الديجورا
يا وقفة عند المغيب بحسكة … والشمس تقذف تبرها المنثورا
والماء في الخابور يشكو علة … والريح تسطُر في المياه سطورا
أذكرنني اسداً هنالك قلمت …. اظفارها وقشاعماً وصقوراً
وبعثت في النفس الأسى فتخيلت … فوزي يحدث جاثماً مسرورا
متهللاً في نفيه متيقناً … من فوزه متفائلاً محبورا
كومت منابتها ديار ربيعة .. وزمت على كر الزمان دهورا
============
مصطفى الشهابي مهندس زراعي ولغوي ودبلوماسي سوري معروف، بدايةً مِن 1918 تقلَّب الشهابي في المناصب التالية: مدير الزراعة والخراج (1918 – 1923)، ومدير أملاك الدولة (1923 – 1934)، ومدير الاقتصاد الوطني (1935)، ووزير المعارف (1936)، وكان أحد أعضاء الوفد السوري المفاوِض لوضع معاهدة بين سورية وفرنسة، ومحافظ حلب (1937 – 1939)، ووزير المالية، ثم وزير دولة للمالية والاقتصاد الوطني (1943)، ومحافظ اللاذقية (1943)، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء (1945)، ومحافظ حلب لمرة ثانية (1946 – 1947)، ومحافظ اللاذقية لمرة ثانية (1948 – 1949)، ووزير العدل (1949)، ووزير سورية المفوَّض في مصر (1951 – 1954)، وكان أول سفير لسورية في مصر

عن شباب بوست

انظر ايضا

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

روسيا والأسد يجندان شباب القامشلي للقتال إلى جانب حفتر ليبيا

شرعت مخابرات نظام الأسد مؤخرا بتجنيد شبان من منطقة القامشلي للعمل كمرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات "خليفة حفتر" في ليبيا برعاية روسية.

تل براك بين الحاضر والماضي

تقع تل براك في شمالي شرق سوريا حيث تقع غربي نهر جقجق أحد روافد نهر …

مرض «غير قابل للشفاء» يهدد ربع سكان القامشلي

في الطريق المؤدية إلى شارع الوكالات وسط السوق التجارية في مدينة القامشلي (شمال شرق سورية)، …

اترك تعليقاً